للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هو النبي المنتظر]

مسرحية شعرية

للأستاذ محمد عبد الغني حسن

تقدمة

أبطال هذه المسرحية جماعة من شعراء العصر الجاهلي، هم: زهير بن أبي سلمى، وحسان بن ثابت، وأعشى قيس، وقس بن ساعدة. قد جعلناهم في المسرحية يلتقون ويتحادثون؛ وقد لا يكونون من الناحية التاريخية الزمنية التقوا، أو جمعتهم دار واحدة، أو ضمهم مجلس يدور فيه الكلام، أو تقع فيه الأحاديث

وأولهم (زهير) مات قبل البعثة، وثانيهم (حسان) عاش في الجاهلية وعمر في الإسلام، وثالثهم أعد للنبي قصيدة يمدحه بها ويعرض إسلامه، إلا أن الله لم يشرح صدره ولم يوفق له، ورابعهم عاش في الجاهلية

ولقد حاولت أن أعرض هنا ألوانا من تفكير كل واحد منهم، وطرفا من معيشته يبدو من خلال حديثه، كما تدلنا على ذلك كتب التاريخ والأدب.

(فزهير) حكيم مفكر يؤمن بالبعث والحساب، ويعتقد بالثواب والعقاب، وقيس يشعر ويخطب، وينظر في الكون وما فيه من ليل داج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج فيؤمن بأن له موجدا أوجده، ومنشئا دبره، و (حسان) يحس في قرارة نفسه بأنه سيكون له في الغد شأن، وأن الأقدار تعده ليكون لسانا صارما، ويكاد يلمح من خلال الغيب ومن وراءه السحب مكانه في الإسلام وشهادة النبي له بالجنة

أما (الأعشى) فهو عابث خليع. . . يلهو ويلعب، ويشرب ويطرب، ويرى الحياة لذة ومتاعا

المشهد

يجلس هؤلاء الشعراء الأربعة في ناحية من نواحي مكة، بعد أن جمعهم موسم الحج، وعلى (زهير) وقار وهدوء، وهو مطرق إلى الأرض، بينما يرفع (قس) بصره، ويقلب وجهه في السماء، و (الأعشى) يبدو في المجلس وقد عاودته خفة الطرب، وظهرت عليه مسحة من

<<  <  ج:
ص:  >  >>