أشار لامرتين في كتابه (رفائيل) الى الأشعار الأولى التي (انجست من قلبه) والتي قرأها (دون أن يجرؤ على رفع بصره الى رفعها إليها)
ومن المحتمل أن تكون هذه الابيات:
أنت يا من ظهرت لي في صحراء هذه الدنيا! يا ساكنة السماء وعابرة هذه الأرض! يا من أضأت لي بشعاع من الحب هذا الليل الغاشي! اظهري بشخصك كله لعيني المشدوهة، وقولي لي ما اسمك، وما وطنك، وما حظك؟ أأنت من سلالة أرضية، أم أنت من نفحة قدسية؟
أتذهبين غداً إلى شهود الضياء الخالد؟ أم لا يزال أمامك في دار البعاد ودنيا الحداد وموطن البؤس خُطى تقطعينها في طريقك الشاق المتعب؟ مهما يكن اسمك وحظك ووطنك يا ابنة الأرض أو يا ابنة السماء، فدعيني ما دام ينبض بالحياة قلبي، أقدم إليك عبادتي أو حبي
إذا وجب عليك مثلنا، أن تستوفي أجلك وتبلغي مداك، فكوني سندي ودليلي، واسمحي لي أن أقبل في كل مكان غبار خطواتك المحبوبة. أما إذا طرت يا أخت الملائكة عن دنيا الشقاء والجحود، لتعيشي بجوارهم في دار النعيم والخلود، فاذكريني في ملكوت السماء، بعد أن أحببتني أياماً على هذه الغبراء!