للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بين القاهرة واستنبول]

للدكتور عبد الوهاب عزام

- ٤ -

متاحف طوب قبو سراي

يا أخي صاحب الرسالة:

سلام عليك والله يرعاك

أكتب إليك اليوم بعض ما شهدته أمس في متاحف قصر طوب قبو الذي كان مباءة السلاطين عصورا متطاولة. وعسى أن أكتب إليك من بعد طرفا من تاريخ هذا القصر الأفيح الذي يمتد على إحدى هضاب المدينة من جامع أيا صوفيا إلى رأس السراي (سراي بورنو) على بحر مرمرة:

للقصر أسوار بعد أسوار. الأبواب الخارجة تؤدي إلى حدائق واسعة. وقد ذكرت في رسالتي السابقة أحد هذه الأبواب حين ألجأني المطر أليه.

سرنا في الحديقة حتى انتهينا إلى باب آخر أسمه باب السلام فولجناه إلى حديقة أخرى واسعة تحيط بها أروقة، ويبدو فيها إلى اليسار بناء ذو قباب، أمامه رواق جميل. دخلنا فإذا حجرتان تتصل بهما حجرة مغلقة. اسم هذا البناء (قبة آلتي) أي تحت القبة. وكان في العصور الغابرة مجلس الوزراء. وكان الوزراء من اجل هذا يسمون وزراء القبة أو جلاّس القبة (قبة نشين). فالحجرة التي إلى اليسار فيها أرائك للوزراء تتوسطها أريكة الصدر الأعظم.

ويرى فوق مجلس الصدر نافذة عليها شباك من الحديد ناتئ كان السلاطين يشرفون من هذه النافذة ليسمعوا مفاوضة الوزراء أو يروا استقبال الصدور السفراء. وكتبت إلى جانب النافذة كلمة الشهادة وطرتان، بخط السلطان أحمد الثالث، والحجرة التي إلى اليمين كانت للكتّاب وفيها طرة للسلطان مصطفى الرابع، وسجادة يقال إنها نسجت قبل خمسة قرون. وكانت الحجرة المغلقة لاستراحة الكتاب.

وبني هذا البناء في عهد سليمان القانوني سنة ٩٣٣.

<<  <  ج:
ص:  >  >>