إلى عمداء الكليات - عتاب لبناني - ترفق بنفسك يا صديقي
- للتاريخ الأدبي
إلى عمداء الكليات
هذه كلمة أسوقها برفق إلى عمداء الكليات بجامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية، وأنا واثق بأن ما يرد فيها من المعاني قد دار بخواطر أولئك العمداء
سمعنا وقرأنا أن رجال الجامعة هنا وهناك يرون قبول الطلبة العرب بدون نظر إلى تفاوت الدرجات في شهادة الدراسة الثانوية، وهذا واقع بالفعل، وفيه دلالة صريحة على تشجيع التعليم العالي، وتقوية الروابط بين مصر وشقيقاتها في الشرق
فما الذي يمنع من أن ينتفع الشبان المصريون بذلك الامتياز اللطيف؟
أليس من العجيب أن تكون الجنسية المصرية عائقاً يمنع بعض الشبان من الانتفاع بما يتمتع به سائر زملائهم من الطلبة العرب؟
هل يجب على الشاب المصري أن يسارع فيتجنس بالجنسية العراقية أو السورية لينجو من تلك القيود؟
الشبان في مصر وفي سائر الأقطار العربية إخوة، فما الموجب لتمييز فريق على فريق؟
وكيف يجوز أن يكون من حق الشاب المصري أن يلتحق بأي جامعة أجنبية ولو كان آخر الناجحين في امتحان البكالوريا ولا يكون من حقه أن يلتحق بجامعة مصرية إلا إن كان في الرعيل الأول من الناجحين؟
وبأي حق يكون ترتيب النجاح في امتحان البكالوريا هو الفيصل في تقدير المواهب؟
يجب أن نعرف أن الشاب الذي يجوز امتحان البكالوريا بأي صورة معرض لتطورات كثيرة جداً، لأنه لا يزال في طور التكوين، فقد يتحول إلى جذوة من النشاط لم تمر به في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي. ويجب أن نعرف أن تمكين الشاب من التعليم العالي قد يضع أمام عقله مسئوليات تنقله من حال إلى أحوال. ويجب ثم يجب أن يتذكر رجال