دعوته إلى العامية - دعوته إلى الحروف اللاتينية - دعوته
إلى إلغاء الأعراب. . . . . . . . .
- ١ -
(يجب ألا يكون للمجتمع لغتان إحداهما كلامية أي عامية، والأخرى مكتوبة أي فصحى كما هي حالنا الآن في مصر وسائر الأقطار العربية؛ لأن نتيجة هذه الحال أن اللغة المكتوبة تنفصل من المجتمع فتصبح كأنها لغة الكهان التي لا تتلى إلا في المعابد؛ وينقطع الاتصال الفسيولوجي بينها وبين المجتمع فلا تتطور، ولهذا يجب أن تكون غايتنا توحيد لغتي الكلام والكتابة، فنأخذ من العامية للكتابة أكثر ما نستطيع، ونأخذ من الفصحى للكلام أكثر ما نستطيع حتى نصل إلى توحيدها) ص ٤٧.
لم يقنع المؤلف بالدعوة إلى استعمال الكلمات الأعجمية، فعاد يحمل لهدم بنيان اللغة العربية الشامخ معولا قد حمله غيره من قبل فتثلم، وضاعت الدعوة السابقة سدى، وستذهب دعوته هذه أباديد لا رجع لها ولا صدى، وأية دعوة أخطر على اللغة من اطراح الكلمات العربية واتخاذ العامية لغة فنية للشعر والكتابة والخطابة؟ وما دامت العامية محرفة عن الفصحى فلم نفضل الدخيل على الأصيل؟
ولم لا تكون الفصحى أحق بالاستعمال ما دام القراء يفهمونها؟
ونحن نرى في عصرنا هذا أن كثيرين جداً من الأميين يسمعون الصحف ويفهمونها، ويصيخون إلى الخطب السياسية والدينية ويستوعبونها، وينصتون إلى الأغاني الفصيحة ويحفظونها، حتى أن الغلمان الذين لم يجلسوا إلى معلم يرددون في هذا العصر جملا مما حفظوا وهم لها فاهمون، وليست اللغة الفصحى ي نظري هي المحشوة بالغريب، ولا