(عزرائيل ينصرف عن دار النبي بعد وفاته فيرى إبليس مقبلاً
فرحاً مبتهجاً. . .)
إبليس - هل قبضت روحه؟
عزرائيل - وما شأنك وهذا، أخزاك الله؟
إبليس - نعم، نعم، لقد مات. أليس هذا صوت ابنته فاطمة تبكي وتصيح:(أبتاه، أبتاه. أجاب رباً دعاه! جنة الفردوس مأواه! يا أبتاه إلى جبريل ننعاه!)
عزرائيل - وما يعنيك من هذا الأمر؟
إبليس - أو ليس هذا أيضاً صوت عائشة في بكاء وشهيق:
(واحر قلباه! وا مصيبتاه! الآن قد انقطع عنا خبر الزمان!)
عزرائيل - أغرب عن هذا المكان!
إبليس - ثم هاهو ذا صوت نسائه كلهن يبكين:
(واثكلاه! واثكلاه!)
عزرائيل - أغرب عن هذا المكان!
إبليس - ما أجمل هذا النهار. . . إن نفسي لتكاد تنفجر شعراً وغناء. إصغ إلى هذه الأغنية:
ذهب عدوي إلى الفناء
اليوم عيدي فإلى الغناء
عزرائيل - صه! قبحك الله وقبح صوتك!
إبليس - صوتي منذ اليوم يستطيع أن ينطلق حراً في أرجاء الأرض. صوتي منذ الآن يستطيع أن ينفذ إلى تلك القلوب التي كانت تميل عني لتلقى خبر السماء. لقد عاد إلي ملك الأرض من جديد. . . وا فرحتاه! وا فرحتاه!
عزرائيل - خسأت! أن نور السماء قد نفذ إلى قلوب الناس فهيهات بعد اليوم أن يصغوا