(يا ويلاه! أن المصائب والنكبات وامتحان الدهر ليست وحدها
العائق الذي يعترضنا في الحياة بل أن أعمالنا وجهودنا نفسها
كثيرا ما تكون حربا علينا)
(فاوست)
ليذكر العرب جميعا والعالم الإسلامي وسائر أمم الأرض أن فرنسا اعتدت بلا مبرر، بل بسبق إصرار وتربص على حرية الأمة الجزائرية، وكان ذلك بغير إعلان حرب ولا أخطار للدولة صاحبة السيادة، وإنما جمعت وحشدت الجنود وأنزلتها في يوم ١٩ يونية سنة ١٨٣٠ عند الصباح في مرسى سيدي فرج، حيث انسحبت قوات والي الجزائر من البرج القائم حقنا للدماء وإثباتاً للتعدي أمام طوفان الفرق التي جاءت من فرنسا بمدافعها وعتادها الحربي.
هذا اليوم يجب أن يبقى خالدا في ذكريات كل فرد منا، مهما كانت ثقافته ومهما كانت آماله، ولأهل الجزائر أن يرفعوا أيديهم بالاحتجاج على هذا العدوان، وأن تنصت السماوات العلى إليهم، وتستمع الأرض ومن عليها لشكواهم وآلامهم.
وليتخذ أبناء العروبة هذا يوم حداد لهم يقفون دقائق معدودة تحية للمجاهدين والمقاتلين الذين جادوا بأرواحهم دفاعا عن حريات الأمة الجزائرية في كفاحها الطويل وجهادها، وليبق هذا اليوم الأسود قائما بيننا حتى يصفح الله عن شعبه وأرضه ويرد إليه حقه، والى أن تعود الحياة والنور إلى الشعب الجزائري على الثرى الذي حمل أمجاده والذي هو له وحده.
كان هذا الاحتلال نكبة كبرى على العروبة والإسلام، لا للحوادث التي تمخض عنها من ضياع استقلال تونس ومراكش، ولا لحوادث الكفاح والقتال والتصادم التي دامت سنوات