ولد السيد محمود عبد الله الألوسي في بغداد في منتصف شعبان من عام ١٢١٧هـ (١٨٠٢م) في دار أبيه بجانب الكرخ، ووالده السيد عبد الله بن محمود، والقارئ - ولا شك - قد عرف نسب العائلة الألوسية ولماذا انتسبت إلى ألوس وتضارب الأقوال في ذلك، فلا نعود إليه ولا نكرر القول فيه، أما أمه فهي - كما قلنا - صالحة بنت الشيخ حسين العشاري من بيت علم وحسب ونسب. وسمي (محموداً) إحياء لاسم جده محمود بن درويش، وعادة إحياء الأسماء عادة مستحبة عند العراقيين، وعلى الأخص البغاددة منهم، ولا تزال هذه العادة محترمة حتى الآن في البيوتات العريقة في العراق، ولقب بعد مولده (بشهاب الدين) كما كني (بأبي الثناء) وهذه كتلك عادة أخرى لكل مولود جديد في بيوتات العلم والأدب في بغداد.
وقد نظم أحد الشعراء الذي لم أقع على أسمه وتاريخ وفاته ببيتين من الشعر على طريقة الحساب الشعري فقال:
لقد أشرق البدر السماوي مذ بدا ... سنا نوره عن مشرق لاح بالجود
به كمل الدين الحنيف مؤرخ ... (تكملت الدنيا بميلاد محمود)
ب - دراسته:
فتح الألوسي عينيه في بيته، وآثار النجابة والألمعية تلوح في حركاته وسكناته، وبعد أن نما وترعرع ووعى ما حوله وما يحيط به، درس مبادئ الخط، وحفظ القرآن في بيته وعلى يد أمه وأبيه. . وعلى يد أبيه الذي هو رئيس المدرسين في بغداد درس (الأجرومية) في مبادئ النحو العربي، ثم درس ألفية (ابن مالك) في النحو أيضاً، تناول بعدها كتب الفقه فقرأ (غاية الاختصار) في فقه الإمام الشافعي إمام العائلة التقليدي (فالمنظومة الرحبية) في