للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

بغداد أو المدينة المدورة

في عهد الخلافة العباسية

للأستاذ إبراهيم الواعظ

كنت في صيف العام الماضي مصطافاً في سوريا ولبنان ولم يمنعني هذا الاصطياف من تتبع أعداد (الرسالة) وقراءتها، وكنت قرأت في العدد (١١١) منها مقالة تحت عنوان (أغراض الاستشراق) بتوقيع أحد كتاب الرسالة للأستاذ (محمد روحي فيصل) كان قد كتبها للأستاذ الكبير (محمد كرد علي) على أثر كلمة نشرها الثاني في العدد (١٠٨) من الرسالة بمناسبة نشر كتاب (المقنع في رسم مصاحف الأمصار مع كتاب النقط) لأبي عمر بن عثمان بن سعيد الداني، وامتدح بها علماء المشرقيات لعنايتهم بكتب الإسلام، وانحنى باللائمة على خاصة أهله لأنهم ساهون لاهون، واستنهض بها همم علماء الأزهر وقادة الثقافة في الأقطار الإسلامية لأحياء السلف الصالح.

وكنت قد هممت أن أكتب كلمة ولكني وجدت في كلمتي الأستاذ (محمد كرد علي) اللتين نشرتا في العدد ١١٤و١١٥من الرسالة ما يكفيني مؤونة الكتابة والرد.

هذا وقد سنحت لي الفرصة الآن بمناسبة كتاب طبع ببغداد في الآونة الأخيرة لأقول كلمة في هذا الموضوع.

إنني أتفق تمام الاتفاق مع الأستاذ (روحي فيصل) فيما كتبه من علماء المشرقيات من ناحية، وأختلف معه تمام الاختلاف من ناحية أخرى: أتفق معه على أن بين هؤلاء العلماء من كان قصده من الاستشراق هدم كيان الدين الإسلامي من جهة، والتبشير بطريقتهم من الجهة الأخرى. ولا جدال أن مثل هذه الفئة من علماء المشرقيات مضرة تمام الضرر، وجرثومة فتاكة يجدر بكل مسلم أن يسعى لمحقها بشتى الوسائل.

على إننا إذا ما صرحنا برأينا في هذه الفئة لا يسعنا أن نغمط حقوق الفئة الأخرى من هؤلاء العلماء، لأن الغمط في مثل هذا المقام تجاوز على الحق والحقيقة معاً.

إننا مهما حاولنا أن ننكر ما لهذه الفئة من فضل على الإسلام والعرب فالواقع يكذبنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>