للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١١ - بين القاهرة وطوس]

اصفهان

(نصف جهان)

للدكتور عبد الوهاب عزام

خرجنا من قم والساعة ثلاث بعد الظهر، سائرين إلى الجنوب تلقاء أصفهان، وبين قم وأصفهان ٢٨٢ كيلا، فما زلنا نضرب في سهوب مترامية تعمرها قرى قليلة، حتى قطعنا ٩٢ كيلا في ساعتين، فبلغنا قرية دليجان، وهي قرية كبيرة على الجادة يبدو عليها الفقر، وبيوتها كغيرها من قرى إيران، مسنمة السقوف، مطينة الجدر، فاذا رأيتها على بعد حسبتها قبوراً عالية. وقفنا في القرية على بناء كتب عليه بالانكليزية، أنه مطعم ومشرب شاي، وهو طبقتان في كل واحدة حجرتان، وللطبقة العالية سلم من اللِبن يهبط إلى الطريق

دخلنا فقدم لنا الشاي والبطيخ، واسترحنا قليلاً، ثم ركبنا سيارتنا وقد كادت الشمس تغرب. قلنا: كم بيننا وبين أصفهان؟ قيل أربع ساعات، وبين دليجان وأصفهان ١٩٠ كيلاً. وقال سائق لصاحب المطعم سنمر بك بعد غد، فهيء لنا دجاجة وحساء، قال نعم، ذلك وكل ما تشتهون

ضربنا في أرض بلقع يتخللها عمران قليل، حتى بلغنا بلدا اسمه شاه عباس، بينه وبين أصفهان خمس وعشر دقيقة، فتغير مرأى الأرض، وبدت لنا الأشجار والزروع والمياه، وما زلنا في أرض مخصبة مخضرة حتى دخلنا المدينة والساعة تسع وخمس دقائق من مساء السبت حادي عشر رجب (٢٠ أكتوبر)

أصبهان: مدينة العراق العجمي، عي ٤٣١ كيلاً إلى الجنوب من طهران، وعرضها ٣٢ درجة وطولها ٤٩، وارتفاعها ١٣٤٤. وهي في سهل واسع خصب، حسن الهواء كثير الماء والشجر؛ قال ياقوت: (وكانت مساحة أصبهان (أي الأقليم) ثمانين فرسخاً في مثلها، وهي ستة عشر رستاقاً كل رستاق ستون وثلاثمائة قرية قديمة سوى المحدثة). ولا ريب أن في رواية ياقوت غلواً تابع فيه القوال الشائعة. وقد قال هو عن اصبهان: (مدينة عظيمة مشهورة، من أعلام المدن وأعيانها. ويسرفون في وصفها حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد)

<<  <  ج:
ص:  >  >>