للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٤ - الاتجاهات الحديثة في الإسلام:]

القانون والمجتمع

للأستاذ هـ. ا. ر. جب

(تتمة)

ولما كان من الواضح أنه يستحيل مناقشة الآلاف من الكتب والنشرات، وتلخيص محتوياتها؛ فإن الأفضل شرح الاتجاهات العامة، وتلخيص الفصل الذي كتبه سيد أمير علي عن مركز النساء في الإسلام.

والحق أن الكاتب كان شيعيا، واتخذ وجهة نظر عقلية تجاه القرآن، بيد أنه أظهر عمليا ما بلغة المجدد المعارض حول الموضوع، وقد اتبعه كثير من الكتاب المتأخرين الذين كرروا تأكيداته في كل لغة إسلامية بدرجات أقوى وأشد. قال سيد أمير علي: (في مراحل خاصة من التطور الاجتماعي، يكون هناك ما يبرر تعدد الزوجات، فلا يمكن تجنبه. وإن حروب القبائل المتكررة، وما يعقبها من مذابح تقضي على الذكور من السكان، مع السلطة المطلقة التي يملكها الرؤساء، كل هذا خلق تلك العادة التي نعتبرها بحق شرا لا يطاق في الأزمنة الحديثة).

إن النزعة العلمية في العبارة الأولى خطيرة، تتبعها مجموعة ملاحظات موجزة عن تقاليد الزواج عند مختلف الأجناس القديمة، ثم مناقشة حول سماح الكنيسة المسيحية الأولى بمزاولة تعدد الزوجات سراً وعلانية، (حتى أن القسس استفادوا من عادة الإبقاء على عدة زوجات ثانويات (غير شرعيات) بواسطة الحصول على ترخيص من المطران أو الأسقف).

وقد كان أعظم خطأ ارتكبه الكتاب المسيحيون، هو قولهم إن محمداً صلى الله عليه وسلم، خلق تعدد الزوجات أو جعله قانونياً، فإنه لم يجده منتشراً بين العرب فحسب، بل كنت منتشراً بين اليهود مع سائر العادات والتقاليد الكثيرة التي تحط من قدر النساء.

(إن نبي الإسلام (ص) قد أوجب احترام النساء كقاعدة عامة من أحكامه الرئيسية المقدسة؛ وحباً في ابنته الشهيرة وتخليداً لها قد أطلق أتباعه عليها (سيدة الجنة) كممثلة لبنات جنسها.

<<  <  ج:
ص:  >  >>