يقول الأستاذ الأكبر الشيخ محمد الخضر حسين (الأهرام
٢٧١٠١٩٥٢): (في سنن أبي داود من حديث عائشة أن أختها
أسماء دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب
رقاق، فأعرض عنها وقال: يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض
لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا. وأشار إلى وجهه وكفه).
قال الحافظ المنذري: فيه حديث منقطع وخالد بن دريك لم يدرك عائشة. وقال القرطبي: فيه انقطاع. وقال الكوثري: في سنده سعيد بن بشر وهو ضعيف، وفيه أيضا عنعنة بغض المدلسين. ولو صح لكان ترك عائشة العمل به علة قادحة تمنع من الأخذ به عند جمهور السلف، لأنه صح عنها تفسير (الأدناء) في الآية الكريمة، بإبداء عين واحدة وستر سائر الوجه، كما صح مثل ذلك عن ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السلماني - وارث علوم علي ابن أبي طالب وابن مسعود، والذي كان يخضع لعلمه وفهمه مثل القاضي شريح الذي استمر على قضاء الكوفة ستين سنة من عهد عمر - رضي الله عنهم. . ويقول عبيدة هذا أخذ جمهور السلف.
واحتج الأستاذ الأكبر بحديث في تفسير جرير. وليس كل خبر في تفسير الطبري بصحيح. فمن المقرر أن المؤلفين السالفين إذا رووا خبراً وذكرواً رجاله سقطت التبعة عنهم بذكر رواته. وعلى العلماء نقد رجاله والاحتجاج به إذا سلموا من الجرح، وطرحه ومنع الأخذ به إذا لم يسلموا من ذلك.
محمد محمد الحيدري
جلوب والجيش العربي وحرب فلسطين
اطلعت على الكلمة الأستاذ الفاضل عبد القادر رشيد الناصري المنشورة في البريد الأدبي