زحل أجمل الكواكب، وأكثر الأجرام السماوية بهاءً! سحر الناس بمنظره وخلبهم بحلقاته. ليس كمثله كوكب، فريد في شكله، وحيد في شذوذه. . . يحيط به ثلاث حلقات مستوية دائرية يختلف منظرها باختلاف موقعه. . .
فمن هالات بيضوية حوله. . . إلى خط منير يقطعه ويمتد على جانبيه!. . . ومن أغرب ما نرويه أن حقيقة هذه الحلقات عرفت من المعادلات الرياضية. فلقد بين العالم الشهير (ماكسويل) أن هذه الحلقات تتألف من أجسام صغيرة جداً كثيرة العدد، تدور حول الكواكب في أفلاك دائرية تقريباً. . . ولقد أثبت (مبين الأطياف) أن دوران أجزاء الحلقات البعيدة أبطأ من دوران القريبة، كما يرجح البحث العلمي: أن تكوّن هذه الحلقات يرجع إلى اقتراب أحد أقمار زحل نشأ عنه تمزيق ذلك القمر إلى قطع صغيرة تكونت منها هذه المجموعة من الحلقات الثلاث. . .
وهذا جزاء كل قمر يقترب كثيراً من أمه! فلو أقترب قمرنا من الأرض - وهذا سيجرى بعد ملايين السنين - فلا بد أن يجري عليه ما جرى على قمر زحل، فيتمزق إلى قطع صغيرة ينشأ عنها حلقات حول الأرض على الشكل الذي نراه في زحل.
وهذا سيزيد في جمال ليالي الأرض وما سيغمرها نوراً وسناءً تتجلى بهما القريحة وتفيض معهما المشاعر. ويقول جينز (. . . وعلى الرغم من أن هذا سيزبد في بهجة الحياة فلن تكون الأمور من بعض النواحي مريحة كما هي الآن إذ سيكثر تصادم بعض الأقمار ببعض وستتناثر أجزاء تقع على الأرض كالصخور الضخمة تسقط من السماء. . .) وزحل من الكواكب البعيدة عن الشمس بالنسبة إلى الأرض، يبلغ بعده (٨٨٥ , ٩٠٠ , ٠٠٠) ميل، وطول سنته ٢٩ سنة ونصف سنة من سنينا، أما معدل قطره فيقرب من (٧١ , ٥٠٠) ميل وعلى هذا فحجمه يساوي (٧٣٤) مرة قدر حجم الأرض.
وقد حسب الفلكيون كتلته بطريقة رصد أقماره وما يحدثه من تأثير جذبي على المشتري فكانت ٩٥ % من كتلة الأرض. وما دام الأمر كذلك، وما دام حجمه أكبر من حجم الأرض بمئات المرات فهو من أقل الكواكب كثافة إذ لا تزيد كثافته على ٧٢ % من كثافة الماء مما