للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من شعر القوة في بلاد الشام]

للأستاذ حمدي الحسيني

إن خلايا الحياة في جسم الأمة العربية بدأت تتحرك منذ أعلن الدستور العثماني؛ فكانت هذه البقعة العربية من طورس إلى رفح أحفل البقاع العربية بمظاهر الحياة والنضال في سبيل الحياة. وقد كان فريق من شعراء هذه البقعة المباركة - ولا يزال أكثرهم والحمد لله أحياء - من أكثر الخلايا العربية تغذية لروح الأمة بالقوة المتدفقة والأمل الهادي، ومن أقواها حركة واندفاعا في ميادين النضال في سبيل الحرية والاستقلال. ولا شك في أن الشيخ فؤاد الخطيب شاعر الثورة العربية - حفظه الله - كان ولا يزال في الرعيل الأول من شعراء العرب الذين أحسوا برغبة الأمة العربية في الحرية وتطلعها إلى الاستقلال. فأخذ ينظم لها هذه الرغبة الصادقة شعرا صادقا فتنشره له الصحف العربية في مصر والآستانة، حتى تقدم الشريف حسين بن علي رحمه الله في الحرب الماضية فأعلن الثورة العربية بإطلاق الرصاصة الأولى في وجه الظلم فما كاد العالم العربي يسمع دوي هذه الرصاصة في سماء البلاد العربية حتى دوى بجانبها صوت الشيخ فؤاد الخطيب بقصيدة عصماء فكان دويها أيضاً واسع المدى قوي الصدى؛ حيا الشريف حسينا وحيا البيت الحرام، وطلب من الشريف أن ينهض للأمر الخطير نهضة قوية عنيفة لأن الظلم لم يعد يطاق، وأن الأذى لم يعد يحتمل. ومن أولى من ابن النبي يحمل هذا العبء الكبير، وينهض بهذا الأمر الخطير؟

والتف حولك أبطال غطارفة ... شم الأنوف يرون الموت مغتنما

فاصدم بهم حدثان الدهر مخترقا ... سدا من الظلم إن تعرض له انهدما

ثم التفت إلى العرب يستفز حميتهم ويستنهض همتهم:

إيه بني العرب الأحرار إن لكم ... فجرا أطل على الأكوان مبتسما

يستقبل الناس من أنفاسه أرج ... ما هب في الشرق حتى أنشر الرمما

من ذلك البيت من تلك البطاح على ... تلك الطريق مشت أجدادنا قدما

لستم بنيهم ولستم من سلالتهم إن لم يكن سعيكم من سعيهم أمما

وقد ظل الشيخ فؤاد متصلا ببني هاشم في دور ملكهم في الحجاز والشام وشرق الأردن والعراق ملامسا للقضية العربية العامة في أكثر نواحيها. وقد أخرج للمسرح العربي رواية

<<  <  ج:
ص:  >  >>