للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

حول اللغة الأجنبية الأولى:

أجبت الأستاذ اليماني أحمد السكري الذي سألني في العدد الأسبق من (الرسالة) عن قرار معالي الدكتور طه حسين باشا الخاص بتعليم اللغات الأجنبية في المدارس المصرية والذي ينص على أن تختار اللغة الأولى من اثنين: الفرنسية والإنجليزية: هل يكفل للشعب الحرية المطلقة في اختيار اللغة الأجنبية الأولى التي يريد أن يتعلمها؟. . أجبت عن ذلك بأننا نجني من هذا القرار زحزحة اللغة الإنجليزية عن مكانها الذي اتخذته لدينا بقوة أهلها الاستعمارية، وهذا كسب كبير لأنه تحرر من أثر استعماري من هذه الآثار التي يكافح الشعب في هذه الآونة للتخلص منها.

ولم يخف على أن السؤال يلف في طياته أمراً آخر أو سؤالاً آخر وجه إلى فعلا من آخرين، وهو لماذا قصر اختيار اللغة الأجنبية الأولى على الفرنسية والإنجليزية ولم يشمل اللغتين الأخريين اللتين تقرر تعليمهما وهما الألمانية والإيطالية؟

ويراعي إلى جانب ذلك أن رأي معالي الدكتور طه حسين باشا في تعليم اللغات الأجنبية يتلخص في عدم التقيد بلغة أو لغتين ووجوب التنويع في ذلك بين المثقفين لتستمد ثقافتنا العربية الحديثة من المنابع المختلفة، وقد بسط ذلك في كتابه (مستقبل الثقافة).

إذن لماذا قصر معاليه أمر اختيار اللغة الأجنبية الأولى على لغتين فقط؟

الجواب عن ذلك أن وزارة المعارف ليس لديها الآن مدرسون مصريون تستطيع أن تواجه بهم الحاجة إلى تدريس الألمانية أو الإيطالية أو غيرهما من اللغات الجديدة على التعليم المصري إذا ما اتخذت لغة أصلية، فلابد من التدرج ومراعاة الإمكان حتى بلغ الأمر الذي تتوافر وسائله.

وقد أعد معالي الوزير للأمر عدته فبعث مشروع (مدرسة الألسن) الذي يهدف إلى إعداد مدرسين مصريين لتدريس اللغات الأجنبية، وقد افتتحت المدرسة فعلا هذا العام وبدأت تستقبل الطلبة الذين تقدموا إليها من قسم اللغة الإنجليزية وقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب. وعندما يوجد طلبة يعرفون لغات أخرى تفتح لهم المدرسة أبواب التعليم فيها، حتى تستكمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>