إذا أضفنا إلى هذه المحاولات لتركيب المواد الزلالية وبالتالي المادة الحية من المواد اللاعضوية البسيطة، إذا أضفنا إلى ذلك نتائج بحوث الكيميائي الكبير (لوب) التي أثبتت بطريقة لا تحتمل الشك العلمي أن المواد الزلالية لا تختلف في قوانين تفاعلاتها الكيميائية عن قوانين تفاعلات المواد اللاعضوية، وبعبارة أخرى أن المادة الزلالية لا تنفرد بكيمياء خاصة، فإنه يبدو لنا أن هؤلاء العلماء المنكبين على دراسة المادة الحية يتخذون فرضاً لعلمهم وبحوثهم أن هذه المادة تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها المواد الأخرى. وليس في ذلك غرابة فإن أي تقدير من جانبهم يختلف عن ذلك كأن تعتبر المادة الحية خاضعة لسلطان ميتافيزيقي يجعل موقفهم متناقضاً، لان البحث التجريبي لا يمكن أن يتناول إلا ما يقبل التجريب وبالتالي ما يخضع لقانون طبيعي
ولكن المسألة التي استرعت اهتمام سورنس بنوع خاص هي من غير شك مسألة (مبلغ تركيز ذرات الهيدروجين المكهربة) في سائل بعينه، وأهمية ذلك بالنسبة للمظاهر الحية. ويجدر بي قبل أن أبين خطر هذه البحوث أن أقدم لها بكلمة قصيرة أبين فيها ما الذي يعنونه بمبلغ تركيز ذرات الهيدروجين المكهربة أو جهد الهيدروجين المكهرب
لاحظ فراداي، ذلك العبقري الإنجليزي أحد مؤسسي المغناطيسية الكهربائية في أوائل القرن التاسع عشر، أننا إذا أحدثنا فرقاً في الجهد الكهربائي بين قطبين منغمسين في محلول ملح ما فإننا نرى تياراً كهربائياً يمر يصحبه انحلال الملح إلى أجزاء تحمل شحنة كهربائية بعضها موجب يوجهها إلى السير نحو القطب السالب، وبعضها سالب يوجهها نحو القطب الموجب، وهكذا يتكون لدينا تيار من هذه الأجزاء ناقل للشحنات الكهربائية أي لكمية الكهرباء. هذه الأجزاء المكهربة هي التي يسمونها منذ فراداي باللفظة اليونانية (أيون) أي