لم ترهبين السير أيتها الحائرة البلهاء وتتهربين، وتصمين أذنيك
الحادي المسحور عندما يبتغي إدخال بعض النور وقت اشتداد الكروب
ليسهل السير ويمضي القطيع؟ لم تهربين من الجمع الصاخب وسط
الطريق، وترفعين عن اللغو والصخب المحبوب عند الجموع، أو
تمضين في الفقر المجدب وسط الهجير، بلا غاية ترجين أو ترقبين؟
ويدمي خطاك الشوك عند المسير، وتكتوي بالهجير منك الضلوع، وترهبك الأشباح عند اشتداد الظلام، وتفزعك الأصوات وقت هبوب الرياح، ويوحي لك الليل بشتى الهموم.
سيرى مع الجمع الراكض خلف (الحداء) واستقبلي الأضواء في فرح الكاسب بعض العطاء وصفقي للنور مهما بدا خافتاً، وأنسي شقاء السير واستبشري، وتوهمي الراحة بعد العناء!
هيا مع الجمع لا تعبئ بالشوك بين الخطى، فلن تشعري بالوخز بين القطيع، ولن تفزعي من الليل بين القفار، ولن تشعري بالوخز بين القطيع، ولن تفزعي من الليل بين القفار، ولن تهلعي للريح بين الصخور، ولن تصل الشمس وحر اللظى، إلى مستظل بظلال الجموع.
هيا ولا تأسي لغبن مضى أوشقاء مرير، ولا تغبطي السائر تحت الظلال، ولا تحسدي اللاهين قرب الغدير، فالكل مرفوع وراء (الحداء) إلى عالم المجهول لا يعرف سر المسير؟ هيا فلن يبقي شقي أو سعيد، ولن يأخذ المغبون معه الشقاء، وسوف يلقي الكل أعباءهم بعد حين، ويلتقي الباكي مع المسعدين، ويملأ الصمت مكان الضجيج وتطمس الريح خطى الذاهبين!؟