هلمي يا ذات الخطر والجلالة! إلى قلمي. . كما يقبل الثعبان العظيم زاحف الرأس إلى ساحر ليحطم نابه ويطهر لعابه!
هلمي يا بوق الشيطان ينفخ فيه على القلوب فتكون كالمخالي والخزائن والجيوب، تختزن الأجسام ذات الحجم والكثافة والثقل. . وتمتلئ بالحطام وهي مهبط الأسرار ومجلي الأنوار. .!
هلمي يا دين البشرية الوثنية وقبلة قلبها، وكعبة طوافها وسعيها.! هلمي يا أم الدينار! ذي الغمرة والطرة، والبريق والرنين، والثقل الخفيف والروح اللطيف الذي يسرى به الشيطان إلى الأقداس المغلقة في الضمائر فيفتح به مكان الطهر ويحيله إلى نجس وعهر.!
هلمي يا روح العجل الذهبي الذي يتشكل ويتجسد ويتقمص جسم كل شيء فيتراءى به ويتخايل في صور شتى تذهل العيون عن الحق والشرف والإيمان!
إلى قلمي أيتها الأفعى ذات الرءوس والقرون والألسنة والذيول التي لا عدد لها لأنها أم العدد والحساب!
هلمي أيتها (المسألة الاقتصادية)! يا وكر الجرائم الفردية والاجتماعية والسياسية!
الرباطات الثلاثة
إننا نشعر برباطات ثلاثة تضغط على قلوبنا وتشد عليها وتربطنا بثلاث غايات عظمى هي:(الحياة وما وراء الحياة) و (المال) فالذي يربطنا (بالحياة) هو (الحب) ونتيجته الاندماج في (الزواج) والامتداد في (النسل) تعزية وتعويضاً عن (خلود الذات) وهي الأمل الأكبر الذي لم يتحقق، والذي يربطنا بما وراء الحياة هو (الدين) ونتيجته التعرف إلى الله بارئ الوجود ومفيض الحياة. .
والذي يربطنا بالمجتمع هو (المال) إرضاء لجملة غرائز حادة وشهوات عنيفة تظهر في الأنانية والأثرة والخيلاء وحب التسلط والمباهاة والافتراس وحب الاقتناء والحيازة والتملك وحب (إثبات الذات) مقرونة بغيرها في مجموع. . والرباطان الأول والثاني لكل منهما منطقة تتصل بالجانب الأعلى من الإنسان وتثير في قلبه أشواقاً فيها سمو وفيها رفق