أداتها ومنهجها وموضوعها وغايتها عند صوفية المسلمين
للأستاذ أبو الوفا الغنيمي التفتازاني
(١) المقامات والأحوال طريق موصل إلى المعرفة
(٢) علم الظاهر وعلم الباطن
(٣) أداة المعرفة عند الصوفية
(٤) منهج الكشف عند الصوفية وطبيعة هذا المنهج
(٥) موضوع المعرفة الصوفية
(٦) غاية التحقيق بالمعرفة عند الصوفية
أتفق الصوفية على أن غاية المتصوف السالك إلى الله أن يتحقق بمعرفة الله سبحانه وتعالى معرفة يقينية لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها.
ويأخذ المريد نفسه في أول عهده بالطريق بالمجاهدة النفسية فيتخلى عن الأخلاق الرديئة ويحاسب نفسه ويراقبها حتى تنقطع عنها الهواجس فتصبح طوع إرادته، ويتخلص من عوائق البدن وسطوة الشهوات التي من شأنها أن تحجب عنه الحقيقة العليا التي يصبوا إليها.
هذا وتنشأ عن المجاهدة والرياضة الروحية، حالات نفسية معينة تعرف عند الصوفية بالأحوال والمقامات، ولا يزال الصوفي يترقى في أحواله ومقاماته من حال إلى حال، ومن مقام إلى مقام، حتى يل إلى معرفة الله تعالى معرفة يقينية لا مدخل للحواس أو العقل فيها، فيستمتع بمطالعة وجه الله سبحانه وتعالى ومشاهدة جماله وجلالة جلت قدرته.
والأحوال والمقامات هي الطريق موصل إلى المعرفة، إلا أن الصوفية اختلفوا في عدد هذه الأحوال والمقامات وترتيبها، فما يراه البعض حالاً يراه البعض الآخر مقاماً، وفي حقيقة الأمر كل يصف لنا منازل سيره وحال سلوكه. وعلى الرغم من هذا الاختلاف فيما بينهم فإنهم يقررون أن الأحوال مواهب، والمقامات مكاسب، وأن الحال معنى يرد على القلب من غير اكتساب بل عن طريق الجود وأن المقام يحصل ببذل المجهود أضف إلى ذلك أن صاحب الحال مترق عن حاله وصاحب المقام ممكن في مقامه وان الحال سمي حالاً لتحوله