(هذا الفلاح المزيف لا يصلحه تنظيم قريته ولا تجميل داره؛
إنما يصلحه تربية ذوقه وإرهاف حسه. فإن صاحب الذوق
يبني الدار الجميلة ويخط الحديقة البهيجة؛ أما فاقده فخليق به
أن يجعل القصر زريبة والبستان مزبلة)
(الزيات)
ثانياً: المدارس المتوسطة
الآن أطوي صفحة المكتب الزراعي وإنه ليروعني أن يعيش هذا الفرع من التعليم الزراعي خمس سنوات لا يحس به جل من يعنون أنفسهم بالبحث في فروع التعليم، وإن كثيراً ممن اشتغلوا بالتعليم الزراعي لا يعرفون عن المكتب الزراعي إلا قطرات لا تبل غلة. ولقد سألني صديق من ذوي الرأي والمكانة في دهشة:(وماذا عسى أن يكون المكتب الزراعي؟) قلت: (هذا نوع من التعليم أسدلت عليه سجف كثيفة خشية الفضيحة).
وبعد فلا عجب إن امتد الزمن بالتعليم الزراعي خمساً وعشرين سنة لا يفيق من غفوته ولا يتخفف من ثقله، فهو لقي في ناحية الوزارة لا يستشعر وجوده أحد، ولا يجد هو من يهتك عنه أستاره ليتكشف أمام الملأ في غير تمويه ولا زيف. وأنا حين أجرد القلم ليرفع صوت التعليم الزراعي وينشر شكاته على أعين أولي الأمر لا أبتغي سوى كلمة الإنصاف أول قول الحق.
النظام و (فوضى النظام)
لا ريب فالطالب الزراعي خَلْقٌ شاء هو، أو شاء له القدر، أن يتحلل من أثقال الدراسة ليقضي سنوات في مدرسة ليست هي في رأيه مدرسة ولكنها بعض متع الحياة؛ وفي