قرأنا حنقين مقالك الذي تبكي فيه بلدة آثرت صلة هواك بملاهيها وحبك لمعاهدها على صلتك بإخوانك الذين جرّعهم أبناء النور الصاب، وأوردوهم شرّ مورد، صلة الدم واللسان والإسلام ما كان لك أن تنساها
ولولا أن الفم فيه ماء، لعاتبتك عتاباً يتحدث به الركبان.
ولكن يشفع لك ما قدمت إلينا من جميل، وما أسلفت من إحسان
وإن يكن القول الذي ساء واحداً ... فأقوالك اللائي سررن ألوف
وأرجو ألا يمنع الأستاذ الزيات من نشر هذه الكلمة أنه شريكك فيما أعاتبك عليه وألوم. .
والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته
(دمشق)
علي الطنطاوي
(الرسالة):
كان الأستاذ الطنطاوي حرياً أن يفرق بين فرنسا السياسية المستعمرة وفرنسا الأدبية المتمدنة، فأنه لو فعل ذلك لوافقنا على أن فرنسا الروحية هي الوطن الفكري لكل أديب.
أصحاب العاهات ونوادرهم
ذكر الأستاذ صلاح الدين المنجد في العدد الماضي من الرسالة أن نخبة من أدباء دمشق عنوا بجمع أخبار أصحاب العاهات ونوادرهم وأنهم لم يعثروا إلا على القليل من أخبار العور وملحهم. ويسرني أن أرشد هذه اللجنة الموقرة إلى كتاب يفيدها في هذا الموضوع، وهو (الشعور بالعور) للعلامة صلاح الدين خليل ابن أيبك الصفدي، وهو كتاب جامع في أخبار العور من صحابة وتابعين وعلماء وأدباء، وهو على مثال كتابه في العميان المسمى (نكتُ الهميان في نكتِ العُميان). والشعور بالعور من الكتب التي نقلها المرحوم أحمد زكي باشا بالتصوير الشمسي عن مخطوط في بعض مكاتب الأستانة. وهو يوجد الآن في