خزانته الزكية بدار الكتب المصرية. وعسى أن يجده الأستاذ في مكاتب دمشق الخاصة أو العامة فإنه فريد في بابه.
محمود حسن زناتي
أمين الخزانة الزكية سابقا
(الرسالة):
جاءنا مثل هذا البيان من الأديب رشاد عبد المطلب، وقد زاد على ما قال الأستاذ الزناتي أن من هذا الكتاب نسخة خطية في الخزانة الخالدية في القدس، وأن للصفدي كتابا في العمش وآخر في الحدبان ذكرهما السخاوي في كتابه (الإعلام بالتوبيخ لمن ذم التاريخ).
دعاء: شيئاً لله يا مرسي!
يا أبا العباس لقد كنت تقياً، وقد كنت ولياً، وإن لك عند الله كرامة، وهو مجيبك إذا دعوته، فهلا دعوته اليوم للإسكندرية!
لقد دعا الشيخ المراغي للقاهرة فادع أنت للبلد الذي أسكنك الله إياه كما دعا إبراهيم للبلد الآمن، الذي أمنه الله بدعائه
قل يا رب صن الإسكندرية من شر عبادك، كما صانت الإسكندرية عبادك من شر بلادهم، فكم جاءها من فقير، وكم جاءها من يائس، وكم جاءها من مؤمل، وكم جاءها من مجاهد، وكم جاءها من عالم، وكم جاءها من عابد، وكم جاءها وكم جاءها. جاءوها من هنا وجاءوها من هناك، ففتحت لهم جميعاً ذراعيها، وأحسنت وفادتهم، وآخت بينهم، وحنت عليهم أماً رؤوماً، وعلمتهم، وشدت أزرهم، وصرفتهم من كتمة الغل إلى براح الرجاء، وطهرتهم من وخامة الحقد لما كوتهم بالملح. . . فصنها يا رب صنها فما كانت تتوقع من إنسان غدراً، وما قدمت يداها سيئة، وما انطوت نفسها على ضغينة. . .
ليس في الإسكندرية جبن يا رب وليست فيها ذلة، وأنت أعلم بمن فيها من عبادك الذين يصارعون التحجر في الصحراء والتجبر في البحر والتناحر في التجارة. . . أيكون هؤلاء جبناء أنذالاً أذلة، أم هم الأحرار الكرام الأعزة. . .؟ إنهم الأحرار الكرام الأعزة يا رب، إذا هبط لهم العدو وصادمهم وجهاً لوجه، وفرداً لفرد؛ أما أن يتحجب فوق السحاب ويقذف