سارت الأمور إلى ما شاء القدر أن تسير إليه، وذاق آدم لأول مرة لذعة الندم الأليم، فقد كان يملك زجر حواء عن قرب شجرة التين، لو قدرَّ له أن يتماسك فلم يخضع لسلطان حسنها الوهَّاج. . .
وانزعجت حواء لما أصاب الجنة من زلزال، فعرفت من أخطار الخطيئة ما لم تكن تعرف، وأدركت أن المزاح في تفسير
الحرام والحلال عَبَثُ أطفال
- آدم، لا تبتئس، فقد عجل الله بالعقوبة، ولم يبق إلا أن نأنس بالاطمئنان
- وما هي العقوبة التي عجل بها الله يا حواء؟
- هي ما أصاب الجنة من زلزال، فقد هدأت العواصف والقوا صف، وعاد كل شيء إلى قراره المألوف
- الزلزال الخطر هو البلبلة التي تثور في صدري، وما احسبني سأستريح، وهل أنت مطمئنة يا حواء؟
- لا، وإنما أردت أن أهون عليك وقع ما نحن فيه، فما زال قلبي يرتعد من هول الصدمة، وليتني مت قبل الخطيئة وكنت نسياً منسياً!
- أرأيت يا حواء عواقب الإصاخة لأقوال المفسدين؟
ألم أنهك عن صحبة الحية؟ ألم أخوّفك من الاستماع إلى إبليس؟
- ليتني أطعتك! ليتني أطعتك!
- وهل تنفع شيئاً ليت؟
- في ليت تعزية للخائبين، فلنتعزّ بها إلى حين!
وفي أثناء هذا الحوار كان آدم يلاحظ أن أسراباً من الطير والحيوان تنظر إليه والى حواء باستغراب ثم تنصرف، فما الذي جد عليه وعلى حواء بعد الزلزال حتى يقع ذلك الاستغراب؟