كانت الصحف قد ذكرت أن أحد أعضاء (مجمع اللغة العربي الملكي) أختار (البزيع) لفظة عربية (للجنتلمان) وروت (البزيع) بالذال لا بالزاي - فأمليت هذا القول:
في (قاموس المحيط): (البذع الفزع، والمبذوع المذعور المفزع، وصبح بن بذيع محدث خراساني)
والخراساني (والله) مخيف، وما سمي (بذيع) بذيعاً إلا لأنه كان يبذع الناس، أو جاء يوم قبلته القابلة مشيَّئاً هولة
فهل غزا (عضو مجمع اللغة العربية الملكي) هذه الكلمة المبذعة أم أراد (البزيع) بالزاي وهو الغلام الظريف الذي يتكلم ولا يستحي؟ ففي (اللسان): (بزُع الغلام بزاعة فهو بزيع وبزاُع: ظرف وملح، والبزيع الظريف، قال أبو الغوث: غلام بزيع: أي متكلم لا يستحي، وغلام بزيع وجارية بزيعة ولا يقال إلا للأحداث)
فبزيع ليست لجنتلمان، وإن كان هؤلاء (الجنتلمنات) الإنكليز قد عادوا يقولون ويفعلون ولا يستحون!
أجل، قد جاء في (اللسان) أيضاً: (والبزيع السيد الشريف) لكن ليس من (أدب النفس) أن تسوء الرجل (السرى) أو الكامل أو الفتى المهذب أو السيد الشريف بصفة شركه فيها الغلام الحدث
وفي (تهذيب الألفاظ) لابن السكيت: (البزيع الظريف الحلو المجزئ، والحلو الذي يستخفه الناس يكون خفيفا على أفئدتهم)
وتعريف (التهذيب) - وإن لم يكن فيه قلة حياء - فيه الخفة، ووصف (السرى) - بأنه حلو خفيف - مؤلم مر ثقيل عليه
وما أرى هذه الكلمة البزيعة الباذعة إلا من طغام الكلام ولن يحسبها الأدباء العربيون في قبيل (اللسان المبين) والجزيرة أقاليم، والعربية لغات، والعرب أمم
وبزيع الجماعة يذكرنا بقصة (بوزع) وهي فوعل من البزيع، وقد رواها أبو الفرج في