للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نوبل]

للدكتور أحمد زكي

في اليوم الحادي والعشرين من أكتوبر الماضي أحتفل القوم بمرور مائة عام على ميلاد (الفريد برناد نوبي) وما كان العالم في حاجة إلى التذكير بميلاد نوبيل أو بموته فذكراه تتجدد كل عام. تجددها تلك الجوائز السنوية الخمس التي تحمل أسمه والتي أنشأها عند وفاته عام ١٨٩٦ ووقف عليها ريع ثروته الهائلة. وقد يبلغ الخمسين ألفا من الجنيهات في السنة الواحدة. قال نوبيل في وصيته. . ويقسم هذا الريع هكذا: نصيب للفرد الذي يأتي بأخطر استكشاف في الفيزياء، ونصيب للفرد الذي يأتي بأخطر ابتداع في الكيمياء أو بتجديد خطير لابتداع قديم، ونصيب للفرد الذي يأتي بأكبر جديد في الطب أو في الفسلجة ونصيب للفرد الذي ينتج في عالم الأدب أجل نتاج على أن ينحو فيه صاحبه منحي الادياليين والنصيب الخامس والأخير للشخص الذي زاد أكثر من غيره في إخاء الأمم، وجاهد في أكثر من سواه في إلغاء الجيوش أو في إنقاصها وفي جميع المؤتمرات وزيادتها تحقيقا للسلام. . وأني أعلن رغبتي الصريحة في ألا تكون لجنسية المترشحين أي اعتبار مهما قل عند القرار يمنح هذه الجوائز).

هذا نوبل كما يتراءى في وصيته: رجل حباه الله الثروة الواسعة، ومنحه العقل الذي يدرك به خطر العلوم الطبيعية في تقدم الإنسان واسعاده. ووهبه قلب الشاعر الذي يزهد في صور الكون الواقعة، وحقائقه الراهنة، لقبحها ولنقصها، ويستلذ صورا من خلق الخيال لا حقيقة لها، لأنها تمثل الكون على ما يجب أن يكون، والإنسان على أتم حال من جمال ونيل، والأشياء على أكمل اتساق وانتظام، فالنتاج الأدبي الذي يجيز عليه يجب أن يكون ادياليا كماليا لا حقيقيا واقعيا، واتسع هذا القلب حتى وسع الأمم جمعاء فخشى عليها مهالك القتال وأشفق عليها من متالف الحروب.

أما نويل قبل الوصاة، نويل القرن التاسع عشر فرجل عالم مهندس كيميائي، صرف مواهبه في استكشاف بوائق الحروب والتفنن في أساليب الموت وتشجيع القتال بأبحاثه حتى كفل للحكومات الحجة التي لا تدفع في فض الخصومات.

ولد نوبل في استكهولم عاصمة السويد عام ١٨٣٣ وذهب أبوه به صغيرا إلى عاصمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>