- رأتك ليلى تقول في كتاب (الموازنة بين الشعراء) أن الدمع في عين العاشق كالسم في ناب الثعبان، ثم شرحت رأيك فقلت أن العاشق يخدر محبوبته بالدمع كما يخدر الثعبان فريسته بالسم. وتقول ليلى إن هذا هو السبب في ألا تخلو قصيدة من قصائدك أو رسالة من رسائلك أو كلمة من كلماتك من ذكر الدموع. ولك كتابه اسمه (مدامع العشاق) وأنت في كل يوم تقول: (أكتب والدمع في عيني) أو تقول: (ودعت أحبابي بقلب خافق، ودمع دافق) أو تقول (غسلوني بدموعي يوم أموت) أو تقول: (أن ملوحة الدمع أشهى مذاقاً من الشهد) ولك من أمثال هذه التعابير عشرات أو مئات أو ألوف، فأنت بشهادتك على نفسك مخادع عظيم
- ظمياء، هذا دمعي، فكيف ترين؟
- هو السم في ناب الثعبان، وسنخلع أنيابك فلا تقول انك ثقبت لؤلؤة في بغداد
- أنت جاهلة يا ظمياء، وليلى أجهل، فما تعرف ولا تعرفين أن عرض بغداد هو عرضي، وأن عرائس بغداد هن أخواتي وبناتي. لا تعرف ليلى ولا تعرفين أن كل مكان في بغداد