للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من مآثر الأمير عبد القادر]

(مهداة إلى حفيده الأمير سعيد الجزائري)

للأستاذ محمد أسامة عليبة

لمناسبة قيام الدول العربية بتأديب العصابات الصهيونية في فلسطين رأيت نشر ذَرْو من أخبار هذا الزعيم المجاهد:

في وقعة (خنق النطاح) الأولى سنة ١٢٤٧هـ كان الأمير بين الصفوف يحرض المحاربين على الثبات ويأمرهم بالتقدم، فحمل عليه أحد فرسان العدو برمحه فمر من تحت إبطه الأيسر فشد عليه بعضده وهوى بسيفه على الفارس فقدَّه نصفين. ولما تولى النهار وقعت الهزيمة في عسكر الفرنسيين فولوا مدبرين واتبعهم المسلمون واستولوا على ذخائرهم. وفي هذا اليوم طُعن فرس الأمير، وكان أشقر اللون، ثماني طعنات بحربات العدو، ثم رماه أحدهم بالرصاص في رأسه فوقع به، فلم يبال الأمير بذلك بل قام في مكانه ثابتاً إلى أن قدَّم إليه جنده غيره فامتطاه، وظل يقاتل إلى أن انتصر المسلمون، وأشار إلى ذلك الأمير في بعض شعره بقوله:

توسد بمهد الأمن فدمرت النوى ... وزال لغوب السير من مشهد الثوى

وعرِّ جياداً جاد بالنفس كرّها ... وقد أشرفت مما عراها على النوى

وكم قد جرت طلقاً بنا في غياهب ... وخاضت بحار الآل من شدة الجوى

وإنا سقينا البيض في كل معرك ... دماء العدى والسمر أسعرت الجوى

ألم تر في (خنق النطاح) نطاحنا ... غداة التقينا كم شجاع لهم لوى

وكم هامة ذاك النهار قددتها ... بح حسامي والقنا طعنها شوى

وأشقر تحتي كلمته رماحهم ... مراراً ولم يشك الجوى بل وما التوى

بيوم قضى بحباً أخي فارتقى إلى ... جنان له فيها نبي الرضي أوى

فما ارتد من وقع السهام عنانه ... إلى أن أتاه الفوز يُرغم من غوى

ومن بينهم خلصته حينما قضى ... وكم رمية كالنجم من أفقه هوى

ويوم قضى تحتي جواد برمية ... وبي أحدقوا لولا أولو البأس والقوى

وإنا بنو الحرب العوان بها لنا ... سرور إذا قامت وشانئنا عوى

<<  <  ج:
ص:  >  >>