قرأت الكلمة الرشيقة التي دبجتها يراعتكم الفنانة، في صدد الرد على استفتاء الرابطة العربية حول مسألة (العلم للعلم أم العلم للوطنية؟)
قرأتها بإمعان واهتمام، وأعجبت بالأخيلة والتشبيهات التي تحلت بها؛ غير أنني لم أقتنع بصحة الأفكار والآراء التي تضمنتها
لقد قلتم بصيغة التأكيد الحاسم:(العلم والوطنية لا يمكن أن يتفقا. . .)
إذن فأنتم تعتقدون أن العلم والوطنية مختلفان؛ وزيادة على ذلك تقولون بأن اختلافهما هذا سيستمر إلى الأبد، ولن يزول في يوم من الأيام. . .
على أني أعترف أيها الأستاذ بأنني من الذين يدينون بدين العلم والوطنية في وقت واحد، ومن الذين يقولون على الدوام بوجوب (نشر الروح العلمي) من جهة، و (تقوية الشعور الوطني) من جهة أخرى
أفلا تعذرونني إذن إذا ما اعتبرت نظريتكم هذه من الخطورة بمكان، فأخذت على عاتقي مناقشتكم فيها مناقشة شاملة لإظهار الحقيقة التي اعتقدها؟
تقولون، أيها الأستاذ، بأن (العلم والوطنية لا يمكن أن يتفقا) وتحاولون أن تبرهنوا على هذه الدعوة بثلاث قضايا:
(إن الوطنية هي الأنانية في المجموع)
(والأنانية عمياء)
(والعلم هو البصر - المنزه - بحقيقة الأشياء. . .)
إنني لا أود أن ابدأ المناقشة بالبحث عن مبلغ صحة هذا القضايا؛ بل أود أن أسلم بها مؤقتاً، لأرى هل تكفي للدلالة على صحة رأيكم في هذا الصدد. . .
تقولون:(إن الوطنية هي الأنانية في المجموع) فهل تستطيعون أن تقولوا - في الوقت