أذاعت الصحف أن مشيخة الجامع الأزهر تنوي أن تضع برنامجاً جديداً للاحتفاء بالعيد الألفي للأزهر، وأنها ستبدأ قريباً باتخاذ الخطوات العملية لإحياء هذه الذكرى الخالدة، وهذه أول مرة نسمع فيها مذ تقلد الشيخ الأكبر منصبه باهتمام المشيخة بعيد الأزهر؛ وقد كانت للمشيخة عناية خاصة بهذا العيد منذ أعوام، وكان لها برنامج حافل وضعنه للاحتفاء بالذكرى الألفية. وقد اتخذت بالفعل عدة خطوات عملية في هذا السبيل فانتدبت مختلف اللجان لوضع تاريخ الأزهر ولتنظيم الاحتفال، ودعوة مندوبي العالم الإسلامي، وغير ذلك مما يقتضيه إحياء هذه الذكرى الجليلة؛ ولكن هذه الاستعدادات وقفت فجأة منذ نحو عام ونصف، وقيل يومئذ إن الوقت ما يزال متسعاً فلا داعي للعجلة في هذا الاستعداد؛ وكان هذا القول غريباً في ذاته لأنه لم يبق بيننا وبين انقضاء الألف عام على قيام الأزهر سوى ثلاثة أعوام إذا اعتبرنا تاريخ البدء في إنشائه وهو جمادي الآخرة سنة ٣٥٩هـ؛ وقد اعتادت الحكومات والهيئات العلمية أن تحسب حساب هذه الأعياد قبل وقوعها بأعوام طويلة، وأن تتخذ أهباتها في تؤدة وروية، وأن تعد كل شيء بنظام حسن؛ ونحن لا نلوم مشيخة الأزهر لأنها عدلت عن برنامج الاحتفال السابق ووضعت برنامجاً جديداً، لأن البرنامج القديم كانت تحدوه في الواقع بواعث واعتبارات خاصة، وكان واضعوه يتصرفون بروح ضيق، وكانت الفكرة كلها ينقصها الروح القومي والروح العلمي الصحيح؛ ولكنا نأخذ مشيخة الأزهر أنها تأخرت حتى اليوم في الاهتمام بموضوع لا يدانيه شأن آخر من شؤون الأزهر في أهميته وجلاله.
وثمة مسألة أخرى نريد أن نلفت إليها النظر، وهي أن الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر يجب أن يكون احتفالاً قومياً بالمعنى الحقيقي، ويجب أن تشرف الحكومة المصرية على وضع برنامجه وعلى تنظيمه؛ ومن حق الأزهر أن يقوم في تنظيم هذا الاحتفال بأكبر قسط ولكنا لا نرى أن يستأثر بوضع البرامج ودعوة اللجان وغيرها؛ وإذاً فيجب أن تتولى تنظيم الاحتفال لجنة حكومية عليا يمثل فيها الأزهر والهيئات العلمية المختارة، وبعض الشخصيات البارزة، ويجب أن يشتمل برنامج الاحتفال على كل ما اصطلح العرف عليه