جون جنتر كاتب صحفي روائي ذو شهرة عالمية، بدأ حياته الصحفية في الحادية والعشرين من عمره حوالي سنة ١٩٢٢ مخبراً في صحيفة شيكاغو دايلي نيوز الأمريكية، ثم أسندت إليه مراسلتها من عواصم أوربا والشرق الأقصى فأقام في لندن وباريس وبرلين وموسكو ومدريد وحواضر الصين واليابان والهند وكل حاضرة كان لها شأن في السياسة العالمية
واتصل بعظماء البلاد بين محادث ومجالس ومراقب، واستعان بالوسائل الكثيرة التي يستطيعها الصحفي الأمريكي من بذل المال وإقامة الولائم والتقاط الأسرار للإطلاع على دخائل الزعماء المحجبين في البيوت وفي دواوين الأعمال؛ ثم اعتزل الصحافة منذ ثلاث سنوات وتفرغ للتأليف في موضوعات تشبه موضوعات الصحافة، فكان تصنيفه الأول في هذا الباب كتاباً ضخماً يربى على خمسمائة صفحة كبيرة أسماه دخيلة أوربا ويشمل على نوادر مستملحة ومعلومات طريفة عن كل من عرف من الرجال، وكل ما عرف من الشؤون والأحوال؛ وهو محصول نفيس ولا شك يحتاج إليه كل من يعنيه أن ينفذ إلى حقائق الأمور في سياسة الدول الأوربية وسياسة العالم عامة
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في شهر يناير سنة ١٩٣٦، وصدرت الطبعتان الثانية والثالثة منه قبل أن ينتهي الشهر، وأمامي الآن الطبعة الحادية والثلاثون منه؛ ولا يبعد أن تكون الطبعة الثانية والثلاثون في الطريق، وثمن النسخة نيف وستون قرشاً بالعملة المصرية. . . فلعلي لا أتهم غداً بالتحريض على جريمة قتل واغتيال إذا اطلع على هذه (الأسرار) أولئك الحانقون على كتابنا الكهول والشيوخ، لأنهم ناجحون!
وسر المؤلف بهذا النجاح فأقدم على تجربة ثانية باسم (دخيلة آسيا) في هذه المرة، تناول فيها عظماء اليابان والصين والهند وفارس وسائر العظماء الأسيويين، وكتب عن إمبراطور اليابان وقائد الصين وشاه إيران وغاندي وجوهرلال، وأجاد في هذه التراجم كما أجاد في تراجم المشهورين الأوربيين، فسيلقى كتابه الثاني من الرواج ما لقيه كتابه الأول؛ وسيقبل عليه الأمريكيون والأوربيون قبل إقبال الآسيويين وإخوانهم الإفريقيين عليه!