يا للعار!. . . عدد العرب في الممالك العربية السبع يناهز الأربعين مليوناً، وعدد اليهود في فلسطين لا يتجاوز ثلاثة أرباع المليون! أفليس عجيباً أن اليهود يطردون نحو نصف عرب فلسطين من بلادهم في حين كان العرب يتحفزون لطرح اليهود في بحر الروم!.
أو ليس مخجلاً أن يفر أطفال عرب فلسطين ونساؤهم وشيوخهم من أمام فصيلة الحيوانات الشرسة الطاغية، ورجال العرب لا يقفون في وجه هذه الفصيلة المتوحشة لكي يردوا طغيانها عن الأطفال والنساء؟!.
يعتذر العرب بأن الانتداب الإنكليزي المشؤوم حال دون الجنود العرب بحجة أن الانتداب كفيل بحفظ الأمن، فهو الذي كان مسؤولا عن طغيان اليهود، ولكن إذا كان هذا الانتداب لم يستطع حماية الإنكليز أنفسهم فهل يحمى العرب؟ لم يكترث اليهود بقوة الانتداب ولا بقوة الانتداب ولا بقوة جنوده التسعين ألفاً، فكانوا يعتدون على الإنكليز والعرب على السواء، وكان الإنكليز المتكفلون بحفظ الأمن يستخذون المرة بعد المرة!.
فلماذا كان العرب يتهيبون قوة الانتداب؟ ماذا كان يحدث لو هب الجنود العرب لحماية الأطفال والنساء غير مبالين بالقوات الإنكليزية كما كان يفعل اليهود؟ فهل كان الإنكليز يرتدون عليهم ويقاتلونهم وثمت يظهر تحيزهم واضحاً؟ وهب أن التسعين ألف جندي إنكليزي غلبوا العرب، أفليس هذا أشرف من أن يذلوا اليهود؟!.
دعنا من هذا التثريب فيما مضى، نحن الآن أمام كارثة قد تكون أفظع من كارثة ضياع فلسطين: إن ثلاثة أرباع مليون مشردون لاجئون إلى إخوانهم في الممالك العربية السبع!.
حكومة شرقي الأردن تقدم كل يوم ٢٢٠٠ جنيه أي ٦٦ ألف جنيه كل شهر وهي أصغر الدول العربية، فإذا كانت كل دولة تبذل مثل هذا المبلغ بنسبة عدد أهلها كان في وسعها أن تقدم في الشهر ٥ , ٢٨٠ , ٠٠٠، ونحن لا نريد أكثر من ثلث هذا المبلغ، فأين النخوة العربية التي (كلما دق الكوز بالجرة) تبجحنا بذكرها وفاخرنا جميع أمم الأرض بها.
عندنا مئات المليونيين في مصر والشام والعراق الخ، فإذا كان هؤلاء يوفون الزكاة التي بدون وفائها لا يكون المسلم مسلماً أمكنهم أن يجمعوا كل شهر القيمة المطلوبة ضعفين أو