يتهمني بعضهم بالتعصب الشديد للعربية لمجاهرتي بتفوقها على أخواتها السامية من وجوه شتى، منها محافظتها على الأصول البدائية العريقة في القدم. ويرشقني غيرهم بسهام الملام ناسبين إلى (الابتداع في العالم اللغويات) لقولي بأن (الثنائية والألسنية السامية) من أنجع الوسائل للتحقيقات المعجمية، ومن أمكن الأسس للاشتقاقات اللفظية، والتطورات المعنوية.
على أن أفضل السبل في نظري وحسب خبرتي للرد على هذه المدعيات هي اللامبالاة مع المثابرة على اتباع خطتي المختطة من أمد بعيد، وترك الخيار لأهل الذوق والعلم في قبول النظرية أو رفضها.
في هذه الفرصة أتخذ موضوعاً للبحث كلمة (ختن) الزاعم بعضهم بأنها سريانية دخيلة في العربية. وقبل إمعان النظر في الموضوع أسرد مواد البحث كما هي واردة في الألسنة السامية.
السريانية: خالية من المجرد. وفيها (حثنا): ختن، صهر، عريس. (حثين) خاتن، صاهر. (إثحتين): صاهر، تزوج.
العربية: ختن: ختن الشيء: قطعه. ختن الغلام: قطع فلقته. اسم الفاعل: خاتن. اسم المفعول: مختون وختين. المصدر. ختن وختان، ودعوة الختان. حرفة الخاتن: الختانة. الختن: الحمو، وكل من كان من قبل المرأة، مثل الأب والعم والأخ. والختن أيضاً زوج ابنة الرجل، أو صهره. وأصل المعنى في هذه المادة القطع