للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدب والفنّ في أسبُوع

المجمع اللغوي:

في مستهل الأسبوع المنصرم افتتح مجمع فؤاد الأول للغة العربية دورته الثالثة عشرة بمؤتمر عام جرياً على عادته في افتتاح كل دورة، وقد ألقيت في المؤتمر عدة كلمات وأحاديث تتصل بمهمة المجمع وتتعلق برسالته في خدمة اللغة العربية والنهوض بها.

فتحدث الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا وزير المعارف في كلمة الافتتاح عن المهمة التي يضطلع بها المجمع والتي يصح أن تكون هدفه وغايته فقال: (إن مجمعنا الموقر هو حارس اللغة العربية والقائم عليها، يحرسها ليحافظ على سلامتها، ويقوم عليها ليجعلها ملائمة لحاجات الحياة في عصرنا الحاضر. . . وإنني أعتقد أن مهمة المجامع اللغوية ليست هي الخلق والإبداع، بل هي الإثبات والتسجيل، وعندي أن أعظم المجامع اللغوية نجاحاً هو أكثرها تواضعاً وأقلها ابتكاراً، هو ذلك المجمع الذي يتجنب ما أمكن أن يبتدع لفظاً جديداً أو أن يحيي كلمة ميتة، وإنما يقتصر ما استطاع على إثبات لفظ حي، فهو إنما يقف من الألفاظ عند القائم منها الذي تجري به الألسن ويقع به التفاهم، ثم يعمد بعد المقارنة والمفاضلة والترجيح إلى تسجيل ما اختاره من ذلك، يسجله كما هو أو مع تحوير بسيط قد تقتضيه صناعة اللغة، وليست مهمة التسجيل هذه بالمهمة اليسيرة وإن بدت كذلك في ظاهرها، فهي تقتضي الذوق السليم، والحس المرهف، واليقظة البالغة. . .).

ثم ألقى الدكتور فارس نمر باشا الرئيس النائب كلمة قال فيها: (ولما كان في طليعة أهداف المجمع أن يكون جهده لخير اللغة عاماً بين أبناء اللغة في مختلف البلاد العربية وسواها فقد حرص بمعونة أعضائه في الخارج على أن يعرض أعماله على الهيئات العلمية وجمهرة العلماء في الشام والعراق وغيرهما وهو يتلقى ملاحظاتهم ويدرسها، ومما يدل على أن هذا الغرض قد بدأ يتحقق منه قدر جدير بالاطمئنان أن وزارة العدلية في الحكومة العراقية حين وضعت مشروع قانونها المدني ضمنته بعض ما أقر المجمع من مصطلحات هذا القانون وقبلته في كثير من مواده ونشرت كتيباً خاصاً بما وضع المجمع من مصطلحات القانون المدني. .)

وتحدث من بعده الدكتور منصور فهمي كاتب سر المجمع عن أعمال المجمع ولجانه في

<<  <  ج:
ص:  >  >>