للكاتب الفرنسي جان جاك روسو أحد زعماء الثورة الفرنسية
للأديب محمود البكري محمد
. . . كنت في الريف ملقيا رحلي عند راهب بروتستانتي أسمه السيد (لامبير سيه)، واصطنعت من أبن عمي (برنار) صديقا لي. . ولكنه كان جبانا إلى حد يثير الدهشة، ولا سيما حين يجن الليل! وكنت أسخر من خوفه دائما حتى ضاق (لامبير سييه) ذرعا فأراد أن يضع شجاعتي تحت التجربة. . .
وفي ليلة داجية من ليالي الخريف دفع إلي بمفتاح المعبد. . ودعاني إلى أن أذهب إلى المنبر، لأبحث عن الإنجيل الذي كان قد تركه هناك. وحتى يثير في حب الذات أضاف كلمات لم أستطع معها أن أتراجع. . .
وانطلقت بلا ضوء. . وربما كان شرا أن يكون معي. . وكان لزاما أن أمر بالمقبرة، فعبرتها في تسرع، لأني حين أجدني في الهواء الطلق تنطلق تهاويل الدياجي من مشاعري. . .
. . وعندما كنت أعالج فتح الباب سمعت أصداء تنبعث من القبة خيل إلي أنها أصوات. . وبدأ ثباتي (الروماني) يتزعزع وانفتح الباب، وهممت بالدخول، ولكني لم أكد أخطو بضع خطوات حتى توقفت، أخذت أتأمل الظلام المطبق في هذا المكان الفسيح. . . ورأيتني مشدودا برعب قف منه شعري، فعدت أدراجي، وخرجت ألتف في خوفي. وفي الردهة بصرت بكلب صغير كان يسمى (سيلتان). لاطفني فرد إلى بعض الطمأنينة. . .
واستحيت من رعبي. . فعدت من جديد. . وتمنيت لو صحبني (سيلتان). . ولكنه أبى أن يتبعني!
اجتزت الباب مسرعا. . ودخلت الكنيسة. . ولم أكد أدخل حتى ملأني الفزع، وطار صوابي! ومع أن المنبر كان على يميني وكنت أعرف ذلك حق المعرفة، فكنت أدور بلا وعي، وأبحث عنه كثيرا في الشمال، وأتخبط حائرا بين المقاعد، وما عدت أعرف أين أنا، وما عاد في مقدوري أن أعثر لا على المنبر ولا على الباب، ووقعت في قلق حائر لا يصفه تعبير!