لاحظ العلماء أن هناك شقة واسعة بين المريخ والمشتري وقالوا: من المحتمل أن يكون فيها سيار يدور حول الشمس، وقد حاولوا أن يكشفوه وأن يعرفوا شيئاً عنه عن طريق الرصد فلم يوفقوا إلى ذلك. وفي بداية القرن التاسع عشر للميلاد كشف بعض الفلكيين أجراماً صغيرة أطلقوا عليها (النجيمات) أو (الكويكبات) عرفوا منها ما يزيد على الألفين، وقد أطلقنا عليها (أطفال الشمس) لأنها صغيرة جداً بالنسبة للسيارات. وقد ظن كثيرون أن هذه الكويكبات دليل الخلل والفوضى في النظام الشمسي، وأن السيارات ستتقلص وتصبح صغيرة يجري عليها ما يجري على تلك الكويكبات التي بدورها ستؤول إلى شهب ونيازك، وعلى هذا قالوا: إن بداية الكون في الدم ونهايته في الشهب والنيازك
ولسنا بحاجة إلى القول بأن هذه الآراء لا تستند إلى علم أو دراسة بل هي مجرد تخمين لا أكثر، وقد اثبت البحث العلمي بطلانها وعدم صحتها، وتحقق لدى الفلكيين والطبيعيين أن لا خلل ولا فوضى في الكون، وأن ما يسيطر على أصغر موجوداته يسيطر على أكبرها، وأن الإنسان كلما تقدم في وسائل الرصد وتفتحت أمامه المغلقات تجلى له أن الكون بأجزائه المختلفة المتعددة لا يتعدى دائرة من القوانين والنواميس لا يتطرق إليها خلل أو فوضى! وأن ما يظهر للإنسان شذوذاً دليل على أنه لا يزال عند عتبة اليقظة العقلية، وقد عجز عن إدراك كنه هذا الشذوذ وحقيقته
إن من يحاول الوقوف على عجائب الكون ويسعى لتفهم ما يجري فيه من مدهشات وغرائب ويعمل على الإحاطة بالقوى الطبيعية المتحكمة فيه يتبّين له أن ما ظنه شذوذاً وفوضى هو في الواقع اطّرادٌ ونظام. . .
والآن. . . ما هي هذه الأطفال؟. . . وما خصائصها؟. . . وما مقامها في النظام الشمسي؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه بإيجاز
تسير هذه الكويكبات أو الأطفال حول الشمس في نفس الاتجاه الذي تسير به الكواكب السيارة، وقد حسب العلماء سعة أفلاكها وأقطارها، ووقفوا على كثير من خصائصها فوجدوا أن أكبرها (سيرس) وقطره لا يزيد على (٤٨٠) ميلاً، ويليه (بالاس) الذي يبلغ