للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[عبد الله بن سبأ]

للدكتور جواد علي

هذا رجل تقرأ خبره في كل كتاب منكتب (العقائد والفرق)، وفي أكثر كتب التاريخ التي تعرضت لموضوعات (الفتنة) التي حدثت في أيام الخليفة (عثمان بن عفان)، وفي حادث مقتل الخليفة (علي بن أبي طالب) في الكوفة بعد تلك المؤامرة السياسية التي دبرها نفر من المعارضين لسياسة الخليفة وسياسة (معاوية بن أبي سفيان) و (عمرو بن العاص) بطل رواية التحكيم.

وقد وضع الدكتور طه حسين كتابا سماه (الفتنة الكبرى) بحث فيه عن عصر الخليفة الشهيد (عثمان بن عفان)، وعن العوامل التي أدت إلى حدوث تلك الفتنة التي فرقت شمل العرب بعد ألفة، وضعضعت صفوف المسلمين إلى اليوم.

وقد تعرض الدكتور في الفصل الثالث عشر من كتابه لبعد الله بن سبأ الذي كانت له يد طولي في هذه الفتنة على رأي جمهور المؤرخين. وقد ذهب الدكتور إلى أن الرواة المتأخرين قد أكبروا من شأن هذا الرجل وأسرفوا فيه حتى جعل كثير من الرواة القدماء والمتأخرين هذا اليهودي المسلم مصدرا لما كان من الاختلاف، إلى أن قال:

(ولست أدري أكان لابن سبأ خطر أيام عثمان أم لم يكن، ولكني أقطع بأن خطره - إن كان خطر - ليس ذا شأن، وما كان المسلمون في عصر عثمان ليبعث بعقولهم وآرائهم طارئ من أهل الكتاب أسلم أيام عثمان، ولم يكد يسلم حتى انتداب لنشر الفتنة وإذاعة الكيد في جميع الأقطار).

وقد علق على الكتاب جماعة من الكتاب منهم الأستاذ السيد محمود محمد شاكر الذي نشر بحثا قيما في مجلة (الرسالة) عن (الفتنة) وعن علاقة (عبد الله بن سبأ) بها، وقد أنكر على الدكتور رأيه في هذا اليهودي السلم، صاحب الفتنة، وصاحب تلك الآراء الفاسدة التي رددها ولقنها جماعة من السذج وهم في صدر الإسلام على ما يقوله أصاحب كتب العقائد والتاريخ. والواقع أن خبر (عبد الله بن سبأ)، وخبر الفرقة التي استجابت لدعوته، وخبر الفتنة التي أثارها في العراق وفي مصر خاصة، وخبر تلك المقالة المنسوبة إليه، في المال وفي الرجعة وفي الوصية، وفي الغلو في حب علي بن أبي طالب؛ كل هذه من المسائل

<<  <  ج:
ص:  >  >>