توصل جاك لوب لأول مرة منذ أربعين عاماً إلى طريقة (الإخصاب الكيميائي) أو (التوالد البكري الصناعي) فأثبت ببحوثه المدهشة أن البيض البكر لقنفذ البحر يستطيع بعد غمره في محلول حمضي أو مالح ذي تركيب مناسب، أن ينمو بطريقة منظمة حتى تتوالد منه يرقات تامة التكوين والتماثل لتلك التي تولد من الإخصاب الطبيعي، فاستطاع الإنسان بذلك أن يعتاض بوسائل المعمل عن الإخصاب لطبيعي من الذكر
وبعد عشرة أعوام أجرى العالم البيولوجي الفرنسي الكبير تجربة (التولد البكري الصناعي) على الحيوانات الفقارية، فاستطاع أن يوفق إلى تحديد النمو الكامل للبيض البكر للضفدعة بواسطة تلقيحها بالمادة الليمفاوية أو بالدم، وقد حق بعض هذه الضفادع الوليدة بغي أب هذا الانقلاب ونمت حتى صارت ضفادع طبيعية
وقد عادت هذه النتائج بفائدة جليلة من الوجهة البيولوجية والفلسفية، فقد كان يظن أن هذه التجربة قاصرة على كل حال على الحيوانات الدنيا. وكان يشك في إمكان تطبيق طريقة التوالد البكري على الحيوانات الراقية، فإن البيضة في الواقع عند طبقة الحيوانات الثديية التي ينتمي إليها الإنسان، هي خلية صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة، ويتم نموها في داخل الأعضاء الأنثوية
ولتحقيق التوالد البكري الصناعي في الحيوانات الثديية، يجب مواجهة سلسلة من العمليات المتناهية الدقة، وهي الحصول على البويضات البكر، ووضعها تحت علاج ناجع دون تعرضها للهلاك، ثم وضعها في رحم مستعد لقبولها، وهذه كلها مجموعة من الصعاب تبدو ذات طبيعة أكثر المختبرين مهارة
إلا أنه يلوح أن العالم الأمريكي (جوبجوري بنكس) قد تغلب على هذه الصعاب، فاستطاع إنماء يويضة الأرنب بالتوالد البكري، وهو كسف عظيم الدلالة، لو أنه كان في وقت قليل الاضطراب لاعتبر كأنه حدث كبير
أخذ ينكس بعض البيض البكر ووضعه تحت تأثر محلول ملح أو حرارة مرتفعة (٤٧ْ) وبعد أن نشطه على هذا المنوال نقله إلى رحم أرنبة أخرى كأن قد أعدها ن قبل في حالة حمل كاذب، أي في الحالة التي يكون للأنثى استعداد لقبول وتغذية البيض، فنما بعض هذا البيض (٣ في المائة) بطريق التولد البكري إلى درجة متقدمة في التطور الجيني، بل لقد