ورد لي ما لا يقل عن ٣٢ خطابا من نواح مختلفة من البلاد العربية بمناسبة ما كتبته عن الصهيونية ثم عن دعوتي إلى الإسلام. إلا أن أمامي خطابا من أديب من درنة من برقة في ليبية. وهو موقعه بهذا الاسم المستعار (درناوي صريح). وهو الوحيد الذي لم يصرح باسمه وبإمضائه، وأنا مضطر أن أجاوبه عن طريق الرسالة، وهذا ما أقتطفه من رسالته قال:
(وددت لو سكت حضرة الأستاذ أحمد عادل وعدل عن دعوتكم إلى الإسلام. ما فائدة المسلمين يا ترى في هذا العصر (إذا زاد عددهم واحدا) وهم يربون على خمسمائة مليون نسمة. (ما نفعهم) بعد الذي جرى في فلسطين المقدسة وسيجري عما قريب في مكة المكرمة (يعني إذا كان المسلمون لا يمدون أيديهم للإنقاذ) إن الإسلام بالإشارة لا ينفع ولا يضر. والإسلام الحقيقي دين قول وعمل معاً، وما ضر المسلمون في هذا العصر إلا أنهم يعرفون الله (ولكنهم) لا يتبعون ما أمر به. وإذا استثنينا الخلفاء الراشدين والصحاب والتابعين والأولياء الصالحين من عباده المخلصين وأحصينا الإسلام وغربلناه لوجدنا الإسلام الصحيح قليلا من هذا العدد الكثير. نحن اليوم في حاجة ماسة للعربي المجاهد من أمثال الأستاذ نقولا الحداد والذي سن قلمه الكاوي وقت اللزوم وجعله وقفا لخدمة العروبة والإسلام وإنقاذ فلسطين، وذلك بتنبيه العالم على صفحات المجلات والجرائد إلى الصهيونية وتبيين حاضر اليهود وماضيهم (الزفت) مع الأنبياء والمرسلين ونياتهم السيئة نحو العالم العربي) الخ. . .
فأولا، أشكر الأستاذ الدرناوي الذي يقاسي الآن تحت نير الاستعمار الأجنبي الذي يعتبره سلعة تمنح لوصاية أجنبية - أشكر له حسن ظنهبي عظيم الشكر. وما أكتبه في القضية الصهيونية لا يساوي قطرة دم مما يسفكه أولادنا في ميادين القتال في سبيل إنقاذ فلسطين. وبكل أسف أقول إن هذه الدماء تسفك في ذمة بعض العرب الزعماء الذين ظهر أخيرا أن فيهم خونة (الخيانة العظمى) يشترون السلاح من مال أمتهم ثم يبيعونه لليهود. إني آسف كل الأسف أن أضطر إلى أن نفضح أنفسنا. ولكن الصبر على المضض يضاعف البلوى.