كتب المقريزي، وبعضها جداول من وضع الناشر. ثم شروح مستفيضة. فإذا استثنينا الأخطاء التي وقعنا عليها، لم نجد غير انتقادات على الشكل في ذاته وتوزيع الشروح في كل مكان.
وحسب الأستاذ الناشر أننا نثني على ضبط النص، فذلك أساس عمله. أما ما عداه فهو متفضل به على القارئ رغبة في معونته وحرصا على نفعه.
ولنا إلى ذلك ملاحظات على قائمة المراجع وعلى الفهرست الأبجدي، ولكنها ملاحظات تتصل بطريقة العرض. وليس لها محل ما دمنا لم نتفق في الشرق العربي بعد على أوضاع ثابتة عامة لها
فالكتاب كما ترى مضبوط مشروح، فلا يهولنك ما ترى من كثرة الملاحظات فإنها لا تمس إلا الشكل ونحن إنما نريد بذلك التنبيه على خلل التنسيق.
والدكتور الشيال بعد هذا قد وقف نفسه على تاريخ مصر كما فعل المقريزي وجعله مادة للدروس التي يلقيها في كلية الآداب بالإسكندرية. وقد دفعه حبه لأستاذه عبد الحميد العبادي بك إلى أن يهدي إليه الكتاب، والواقع أن هذا الإهداء قد وقع موقعا حسنا من تلاميذ العميد المؤرخ؛ فإن فضله على أجيال المؤرخين المعاصرين لا ينكر. فهو أول من خرج عن التقليد القديم في دراسة التاريخ الإسلامي، ونحا به إلى الناحية العلمية الصرفة، ثم تبعه تلاميذه وزملاؤه فوجدوه قد شق لهم الطريق وقرب بين منهج الشرقيين والمستشرقين. والعبادي بك في نفوس الآلاف الذين تتلمذوا عليه منذ ربع قرن أو يزيد منزلة كبيرة وتقدير عظيم. فهو شيخ المؤرخين غير منازع. وإن له من تلاميذه كتبا حية. وله مقالات تعد نماذج في ذاتها وصورا رائعة وهي التي نشرها في المجلات، وقد جمع منها ثلاثين مقالة نتناول كلها العصر الأول وعصر بني أمية، وسماها:(صور من التاريخ الإسلامي). أما مقالاته عن العصر العباسي فستظهر قريبا إن شاء الله. ولكن العبادي بك أهل بغير ذلك لكل إهداء وتكريم من تلاميذه الكثيرين. . .