وكان في نورمبرغ سجن يتناقل الناس أشد الأخبار هولا عما كان المسجونين يسامون فيه البلاء، وكان يعرف بالسجن الأحمر. وكانوا يقلعون أظافير السجناء، ويفقأون عيونهم، ويضغطون على عظامهم بآلات حديدية فتسحق وتهرس. أو يدفعونهم ليناموا في أسرة ذات مسأمير محماة، تنخزهم وخزاً مؤلماً فتسيل دماؤهم. وكان في السجن نفسه كساء حديدي يدخل فيه المسجون فيطبق عليه. وكان له من داخله مسامير حادة تنفذ في الجسم، فيقاسي الرجل أنواع الألم حتى يموت.
وكان في مدينة لاهاي سجن يسمى (جيفا نجن بورث) كان المسجونين فيه يصابون بالجنون قبل أن يموتوا لشدة ما كانوا يعانون من العذاب كالكي بالحديد وقطع الأعناق بحز الرؤوس حزاً بطيئاً.
وفي مدينة هاليفكس كانوا يأتون بالمسجون وهو موثق اليدين والقدمين فتوضع عنقه تحت آلة قاطعة مدلاة مربوطة إلى السقف بحبل، إذا انقطع سقطت الآلة الحادة على عنق الرجل فمات.
وفي سجن قمة سان ميشيل في فرنسا كان السجناء يدفعون إلى كهوف في بطن الأرض فيها الأفاعي وضروب الحشرات وقد ملئت بالماء الراكد القذر فيموت المسجون موتاً بطيئاً؛ وربما ضرب أو عذب حتى يموت.
اللهو
على أننا نرى من تمام البحث، وقد أوردنا طرفاً من ألوان التعذيب أن نسوق طرفاً من اللهو الذي كان يتمتع به بعض المسجونين في بعض السجون. حدث أبو علي بن مقلة قال (من ظريف ما اتفق لي في نكبتي التي أدنتني من الوزارة، أني أصبحت وأنا محبوس مقيد في حجرة من دار ياقوت أمير فارس. وقد لحقني من الأياس من الفرج وضيق الصدر ما