أورد الأستاذ عزيز خانكي في العدد (٨٢٤) من مجلة الرسالة الزهراء تعليقاً على مقالي (إيوان كسرى) فقال: إن الاسكندر توفي في مدينة بابل وتابوته لا يعرف له مقر حتى الآن، وأمه عند وفاته كانت تقيم في بيللا مسقط رأس عائلة الاسكندر.
أما مدينة بابل فقد سبق خرابها قبل ظهور الاسكندر إلى عالم الوجود. وفي ذلك يقول البستاني في دائرته بمادة بابل م٥ ص١٦:(ولما استولى عليها الاسكندر كانت خربة بالنسبة إلى حالها الأولى فعزم على إعادة بنائها وجعلها عاصمة لمملكته في آسيا غير أن المنية أدركته قبل إنفاذ مقصده) وليس في هذا الخبر ما يدل على أن الاسكندر مات في بابل كما أنها ليست في ذلك الوقت بالمدينة العامرة الآهلة بالسكان.
والمسعودي لم يتحقق تماماً من المكان الذي مات فيه الاسكندر فذكر في ذلك أقوالاً ثلاثة لم يرد فيها اسم بابل. قال في ج١ ص١٨٠:(وسار الاسكندر راجعاً من سفره يؤم المغرب. فلما سار إلى مدينة شهرزور اشتدت علته. وقيل ببلاد نصيبين من ديار ربيعة وقيل بالعراق فعهد إلى صاحب جيشه وخليفته على عسكره بطليموس. فلما مات طافت به الحكماء. . . الخ)
وما ادعاه الأستاذ خانكي من أن (تابوته لم يعرف له مقر حتى الآن. وأمه عند وفاته كانت تقيم في بيللا مسقط رأس عائلة الاسكندر) لا ندري من أين استقاه. والمسعودي يصرح في ج٢ ص١٨٢ من المروج أن الاسكندر (عهد إلى ولي عهده بطليموس بن أذينة أن يحمل تابوته إلى والدته بالإسكندرية). وقال بعد ذلك:(وأمرت به فجعل في تابوت من المرمر وطلي بالأطلية الماسكة لأجزائه وأخرجته من الذهب لعلمها أن من يطرأ بعدها من الملوك والأمم لا يتركونه في ذلك الذهب، وجعل التابوت المرمر على أحجار نضدت وصخور نصبت من الرخام والمرمر قد رصعت، وهذا الموضع من الرخام والمرمر باق ببلاد الإسكندرية من أرض مصر يعرف بقبر الاسكندر إلى هذا الوقت وهو سنة ٣٣٢هـ). هذا ما نص عليه المسعودي وهو من المصادر المعتبرة التي يعتمد عليها في مقام النقل.
وجاء في تاريخ بغداد للخطيب ج١ ص١٢٨ ما يلي: وذكر بعض أهل العلم: أنها - أي