أنتظر بفارغ الصبر أن تتموا كتابكم عن شاعر الأداء النفسي الأستاذ على محمود طه، وأن تدفعوا به إلى المطبعة ليأخذ طريقه إلى أيدي القراء في شتى البلاد العربية. وليس من شك في أنني سأجد فيه ما تميزتم به من دقة الحكم وجمال العرض وبلاغة الأداء. ولعل الفصول التي نشرتموها في الرسالة الزاهرة هي التي شوقتني إلى هذا الكتاب وجعلتني أتلهف إلى شرائه والاطلاع عليه، ونقده الذي يليق به ويليق بما جاء فيه من غوص وعرض وتحليل ونماذج، إننا لنشكرك على ما بذلت من جهد في هذا الكتاب القيم، ونرجو من الله أن يوفقك إلى إنجازه؛ فقد فكر النقاد في نقده وعرضه قبل أن يخرج كاملاً إلى وجه الحياة، وفي قراءته وهو ما عتم بين المحابر والأقلام.
بعد هذا أود أن أذكر لكم أنني أذعت حديثا عن الأستاذ توفيق الحكيم من محطة الإذاعة العربية بهلفرسم، وأنني أعقبت هذا الحديث بحديث آخر عن معالي الدكتور طه حسين بك، وقد بقي أن أكتب حديثا ثالثا عن الأستاذ الزيات في سلسلة أعلام أدبنا العربي الحديث. وبعد شهرين على وجه التقريب سيكون حديثي الرابع عن النقد والنقاد في مصر، وبالطبع سأبدأ بكم كناقد له أثره المعروف وخصائصه الممتازة. . . وفي خلال هذه الفترة أرجو أن تكتبوا - إن بدا لكم - عن نفسيتكم، إذا استطعتم أن تعرضوا هذه النفسية بشيء من التأمل الباطني والصراحة المحببة، حتى أرى رأيكم فيها وكأنها شئ تنقدونه وهو عنكم بعيد! ومع أنني قد وقفت على كثير من جوانب شخصيتكم الأدبية والإنسانية من خلال هذه (التعقيبات) التي تكتبونها للرسالة، إلا أن هذا الذي أطالبكم به سيعينني على أن أطيل الوقوف وأخرج ببعض الزوايا وأحدد بعض الخطوط ولكم خالص التحية من المخلص:
أحمد طه السنوسي
الأستاذ أحمد طه السنوسي صاحب هذه الرسالة كاتب من الكتاب المعروفين لقراء (الثقافة) فضلا عن قراء (الأهرام)، بما ينشره هنا وهناك من فصول قيمة في الشئون العربية