أول مرة في عمر الإنسانية نرى ونسمع أن أمم الأرض جمعاء وعددها ٥٧ أمة تؤلف منها محكمة تقضي في مصير أمة صغيرة.
١ - من ندب هذه الأمم لهذا القضاء؟ - الله؟ - لا.
٢ - أين كانت هذه المحكمة الأممية يوم كانت فلسطين الحديثة تعاني الأمرين تحت رق الانتداب البريطاني الذي كان يأخذ من العرب ويعطي لليهود؟ كانت مبعثرة ينهش بعضها بعضاً؟.
٣ - هل لهذه المحكمة الأممية ضمير الفيصل العادل؟ لا.
٤ - هل لهذه المحكمة الأممية أن تنفذ الحكم الذي تصدره؟ كيف؟
٥ - هل جميع الأمم على الإطلاق خاضعة لأحكام هذه المحكمة؟ لا. . . بعضها تحت القانون. وبعضها فوق القانون. . . أليس هكذا تكون العدالة والمساواة؟
أولا - أن الذين ندبوا السبع والخمسين دولة للقضاء في هذه المحكمة الأممية. هم ثلاثة أشخاص، لا ثلاث أمم. هم زعيم روسيا وزعيم بريطانيا وزعيم أمريكا يعني ثلاثة آدميين يتحكمون بمصير ٥٧ أمة أو بمصير ألفي مليون آدمي.
من خوَّل هؤلاء الثلاثة هذه السلطة؟ - الذكاء السياسي؟ العلم العملي؟ - لا. لا. لا.
خوَّلهم هذه السلطة الحسام الممتشق. والمدفع المنطلق. والأورانيوم المنبثق. أضف إلى هذه الثلاثة التوفيق الذي كان في عالم الغيب وليس لهم في تدريبه أقل نصيب.
ثانياً - كان أعضاء هذه المحكمة أو بالأحرى كانت أممها الكبيرة كالصغيرة تصخب كالخضم الهائج وتصرخ صراخ أهل الجحيم من شدة آلم ذلك الجنون الحربي المطبق. وأي جنون أفظع من أن يدمر الواحد في ساعة ما بناه في قرن، ومن أن يتلف الخيرات التي أغدقتها الطبيعة عليه ويصبح في يوم وليلة حائراً يبحث عن الغذاء والكساء والمأوى فلا يجدها.
كل بلك الثروات الطائلة ذهبت كالعاصفة تذريها الريح، كيف يكون الجنون غير هذا؟
هذه حال الأمم التي تقضي الآن في مصير أمة صغيرة هي جزء من ألفين من أمم