يجبنا دائما ما نقرئه للأستاذ (عباس خضر) بالرسالة الغراء في توجيهاته القيمة ونقداته الهادئة في كل إسبوع. . وقد كانت كلمة (اللغة الأجنبية الأولى) برسالة ٢٩ نوفمبر سنة ٩٥١ موفقة كل التوفيق في غرضها وموضوعها - وحسبها تهايتها التي نصها:(. . إن الإنجليزية في وصفها الحالي بمصر من آثار الإستعمار الإنجليزي الكريهة. . وإن الإنجليز يسوءهم أن نزحزحها عن مكانتها فيجب إذن أن نزيل ذلك الأثر المنتن، وأن نسوء الإنجليز في لغتهم كما نسوءهم في غيرها. . والوقت الحاضر هو أصلح وقت لهذه الضربة القاصمة التي ترضى الشعور الوطني وتنال من الأعداء وتنفع من البلاد. . فهيا أيها الجل العظيم إضرب الضربة)!. .
ولقد عملنا نحن معلمي المرحلة الأولى للتعليم في مصر كل ما في استطاعتنا حتى تهيأ لوزارة المعارف أن توحد المنهج في التعليمين الأولى والأبتدائي سنة ١٩٤٨ ما عدا اللغة الأجنبية البغيضة التي إنفرد بها الأخير!! - ثم أراد الله أن نضرب هذا التعليم الضربة القاصمة أو بالأحرى ندحر اللغة البغيضة بأبناء الفلاحين الحفاة العراة الذين لم تلوثهم رطانة الأعجمية بتفوقهم الباهر في إمتحان الإبتدائية سنة ١٩٥٠ - فقد تفوق أطفالنا في بطون القرى وبين ثنايا الكفور على زملائهم في عواصم المدن وأقاصي الثغور!! مع الفارق الكبير بين إعداد هؤلاء وهؤلاء في جميع النواحي الفنية والإجتماعية. . والوطن واحد وامواطن واحد!!
ولقد آمن معالي الوزير الخطير طه حسين باشا بالمعلم الأول في مصر وأصدر منذ إسبوعين قراراً وزارياً بتسمية المدارس الأولية الحالية (مدارس إبتدائية) - ولكن القانون الجديد للمرحلة الأولى أبقى اللغة الأجنبية في تلك المدارس. . مع أننا قرأنا في معظم الدول المتمدنة لا يتعلم الطفل في المدارس الإبتدائية غير لغته الوطنية. . وأما تعليم لغة أجنبية فيبدأ عادة بالمدارس الثانوية، وذلك مراعاة لمدارك الطفل في سنيه الأولى وعدم ' رهاق ذهنه. .
فهل ستكون لكلمة الأستاذ (عباس خضر) لدى معالي الوزير الوطني صداها؟