للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الشعر المصري في مائة عام]

علي أبو النصر

. . . - ١٨٨٠

للأستاذ محمد سيد كيلاني

ولد السيد علي أبو النصر بمدينة منفلوط في تاريخ لا نعرفه. ورحل إلى القاهرة والتحق بالأزهر. ويقرن أسمه عادة باسم زميله الليثي، فقد كانا تد يمين للخديوي إسماعيل. غير أنه كان أسبق من صاحبه في الظهور في ميدان الشعر وفي الاتصال بالحكام. فقد روي أن محمد علي باشا أرسله ضمن بعثة إلى الأستانة لحضور فرح أقامه السلطان عبد المجيد، ثم اتصل بسعيد ومدحه ورثى أبنه طوسون بقصيدة طويلة. ثم أتصل بإسماعيل وأصبح من ندمائه المقربين إليه. وقد قيل إنه كان طيب المفاكهة والمجالسة، لطيف المسامرة والمؤانسة، حاضر الذهن لا يغالبة في المناظرة من حادة. وكان له مطايبات مشحونة بالنكت الأدبية مع الحشمة والحذر مما تأباه النفوس الأدبية. وقد صحب الخديوي إسماعيل في بعض رحلاته إلى دار الخلافة. ومات في أوائل حكم توفيق.

وله ديوان شعر مطبوع منه بعض نسخ بدار الكتب المصرية

أمتاز أبو النصر علي الليثي بولعه العظيم بالمحسنات اللفظية من تورية وجناس وطباق. وكان أمتن أسلوبا من صاحبه إلا أنه كان يشبهه من حيثالإفلاس في المعاني والمفردات اللغوية. ومن قوله يمدح سعيدا:

أشرقت أنوارا إقبال السعيد ... فازدهى روض التهاني بالصعيد

وابتهاج الأنس أضحى شاهدا ... بانتظام الشمل في عز مديد

والليالي بالأماني أقبلت ... باسمات الثغر عن در نضيد

ويلاحظ هنا أن الشاعر ذكر (الروض) و (الأنس) و (الليالي الباسمات) و (لأماني). وهو بهذا يذكرنا بصاحبه الليثي في قصيدته التي يقول فيها:

أنعم بطيب ليال لحن كالغرر ... في جبهة الدهر تسمو عن سنا القمر

بها تزف الأماني في مواكبها ... كل راج ويرعاها أخو السمر

<<  <  ج:
ص:  >  >>