للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

مقهى سوراط

قصة عن ليوتو لستوي

للأستاذ رمزي مزييغت

كان في مدينة سوراط في الهند مقهى يؤمه خليط من مختلف الأجناس والأديان، وفي ذات يوم وفد إلى المقهى رجل مهيب الطلعة وفي صحبته عبد أسود يقوم على خدمته، وكان هذا الرجل عالما روحانيا من بلاد فارس قضى جل عمره في قراءة كتب اللاهوت ودراستها والبحث عن ذات الله وسر وجوده. وكانت نتيجة بحثه أن اختلطت عليه الأمور وأنكر وجود إله يدير هذا الكون على الإطلاق. ولما علم الشاه بأمره نفاه من البلاد، فراح يرتحل من بلد إلى بلد حتى انتهى به المطاف إلى هذا المقهى في مدينة سوراط

طلب العالم لنفسه كوبا من شراب الأفيون بينما جلس العبد على حجر خارج الباب يذب عن أنفه الذباب ولما استقر الأفيون في جوف العلم وسري في عروقه مفعوله، التفت إلى عبده وسأله:

- قل لي أيها العبد التعس، هل تؤمن بوجود الله؟ فقال العبد - نعم أومن. ثم مد يده إلى حزامه وأخرج من تحته تمثالا صغيراً من الخشب - وقال هذا هو الإله الذي حرسني منذ ولدت. ونحن جميعاً في بلادنا نعبد الشجرة التي نصنع منها هذا الإله. وكان في المقهى خليط من مختلف الأجناس والأديان فأدهشهم سؤال العلم وجواب العبد، ثم انبرى لهما رجل من أتباع براهما وقال مخاطبا العبد - يالك من تعس أحمق. . كيف تعتقد أن رجلا مثلك يمكنه أن يحمل الله تحت حزامه؟ ليس هناك إلا إله واحد هو براهما خالق هذا الكون. إن براهما هو الإله الأعظم الذي من أجله أقيمت الكهنة الورعون. ولقد مضى على ظهور براهما عشرون ألف سنة جرت خلالها ثورات وثورات ومع ذلك فان شيئا لم يستطع أن يعصف بأولئك الكهنة لأن براهما - الإله الواحد الحق - كان يحميهم طوال هذه السنين

وما انتهى البرهمي من حديثه حتى رد عليه صيرفي يهودي قائلا - ما هذا الذي تقوله؟ إن معبد الإله الحق ليس في الهند وليس الإله الحق بإله الهنود. وإنما إله إبراهيم وإسحاق

<<  <  ج:
ص:  >  >>