نشرت (الأهرام) الغراء في عددها الصادر في الخامس عشر من الشهر الجاري مقالا لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين باشا بعنوان (بين الأدب والصحافة) جاء فيه قوله (والغريب أنها - (ويعني الصحافة) - تقدم الكتب إلى القراء تقرظها حيناً وتنقدها حيناً آخر) وأقول: يقال في اللغة: نقد الدراهم وانتقدها: أخرج منها الزيوف، وماز بين الدرهم الزيف والدرهم الوازن غير المخلوط. وفي اللسان: النقد والتنقاد: تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها. أنشد سيبويه:
تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدنانير (تنقاد) الصيارف
ونقد الكتاب: إظهار عيوبه ومحاسنه، ومن ثم فلاو لقول عميد الأدب (تقرظها حينا) لأن النقد - كما سبق والقول - يشمل المحاسن العيوب. قال الشاعر:
والموت (نقاد) على كفه ... جواهر يختار منها الجياد
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فأذكر أن المؤلفات العربية التي تعنى بالنقود قليلة ولا نعرف منها إلا أربعة: الأول للبلاذري في آخر مصنفه (فتوح البلدان) والثاني (رسالة في النقود الإسلامية) للعلامة المقريزي عني بنشره فارس الشدياق في مطبعته الجوائب. والثالث: هو الجزء العشرون من (الخطط التوفيقية الجديدة) لعلي باشا مبارك. والرابع: رسالة مخطوطة أشار إليها الأب أنستاس ماري الكرملي في كتاب (النقود العربية وعلم النميات) للإمام العلامة المحدث المؤرخ تقي الدين أحمد بن عبد القادر المقريزي الشافعي، وهو مطبوع في المطبعة العصرية بالقاهرة سنة ١٩٣٩
والنميات: علم يستدل به على أنواع النقود والرصائع التي ضربت في أزمنة مختلفة وبلاد شتى، وفي أيام ملوك وقياصرة وأباطرة متنوعة، واحدها النمى. القاموس: ٠النمى: صنجة الميزان. . . والفلوس أو الدراهم التي فيها رصاص أو نحاس. . والجمع نمامي). والرصائع - في اللسان - زر عروة المصحف. والرصيعة: عقدة في اللجام عند المعذر كأنها فلس، وقد رصعه. والرصيعة: الحلقة المستديرة، وسيف مرصع: أي محلى بالرصائع وهي حلق يحلى بها. الواحد رصيعه