(في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول نهضة علمية يسودها روح البحث والاكتشاف ويشرف عليها الأستاذ الرياضي الدكتور علي مصطفى مشرفة بك عميد الكلية.
وقد آثرنا أن نقدم لقرائنا نبذة قصيرة عما يدور بين جدران هذا المعهد من أبحاث ترفع رؤوسنا وتشعرنا بأننا نقدم للعلم نصيباً من البحث كأمة حية ناهضة).
معهد للبحث
في الطابق الثاني من بناء كلية العلوم غرفة صغيرة هادئة، تشاهد فيها دائماً شخصين، أحدهما يواجه النافذة وينظر إلى مجهر يكبر له أنسجة النبات فيرسمها على قطعة من الورق؛ بينما اختار الثاني لنفسه ركن الغرفة بعيداً عن الأيدي والأرجل، فجهازه معقد طويل يتكون من عدة أوان زجاجية تتصل بآلة كهربائية تسجل درجات الحموضة أو القلوية في التربة أو النبات.
الأول هو الدكتور جريس والثاني هو الدكتور عبد الحليم منتصر، يبحث الأول في النباتات المصرية القديمة ومنها يعرف تاريخ الأمراض التي تصيب النباتات كما يعرف شيئاً عن التطور الذي تناول النباتات المصرية الحديثة، ويقوم الثاني بتجاربه ليبين للناس خواص التربة المصرية ونباتاتها، فقد صرف الدكتور منتصر كثيراً من وقته وعلمه حتى قدم عدة أبحاث عن تركيب التربة المصرية وعلاقتها بالنبات.
وكلا الأستاذين من أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم. فالأستاذ أو المدرس أو المعيد في كلية العلوم لا يقصر همه على تلقين الطلاب بعض الدروس؛ ولكنه مسئول أمام نفسه وأمام العلم أن يقدم للعالم بحثاً يدل على أنه يصرف وقته لمنفعة الإنسانية؛ ولذلك لا يكاد يمر شهر واحد حتى نرى بحثاً جديداً تنشره مجلات العالم العلمية التي يدل النشر فيها على أن البحث جديد على الناس وأن البحث أضاف مادة جديدة تدعم مدنية المجتمع.