هو على بن محمد بن احمد المالكي الحسني الادريسي من ببلاو، قرية تابعة لعمل ديروط الشريف التابعة لمديرية أسيوط، ولد بها في شهر رجب سنة ١٢٥١ ونشأ بها فحفظ القران ومبادئ العلوم وحضر للأزهر سنة ١٢٦٩ فقرأ به على شيوخ وقته كالشيخ محمد عليش، والشيخ منصور كساب، والسيد محمد الصاوي، والشيخ علي مرزوق، والشيخ إبراهيم السنجلفي، والشيخ احمد الإسماعيلي، والشيخ محمد الانبابي، والشيخ علي بن خليل الأسيوطى، وكان له به نوع اختصاص في الحضور، وصحب مدة حضوره الشيخ حسونه النواوي، فكانا يسكنان معاً، ويحضران معاً الدروس إلا في درس الفقه فإن المترجم كان مالكياً والشيخ حسونه حنفياً. ولم يزل يجد ويجتهد حتى تأهل للتدريس فدرس بالأزهر والمسجد الحسيني الكتب المتداولة، وفي سنة ١٢٨٠ سافر للحجاز فحج، ثم استخدم، بدار الكتب الخديوية بالقاهرة مغيراً، حتى كانت الثورة العرابية، واتجهت الأنظار لتنصيب المصريين في المناصب الكبيرة فساعدهديقه ومريده محمود سامي باشا البارودي على إقامته ناظراً هذه الدار سنة ١٢٩٩ فتمت له نظارتها بعد ما سعى كثيرون لها فلم يوفقوا.
ثم لما هدأت الأمور وأطفئت الفتنة كان المترجم يتوقع القبض عليه كما فعل بكثيرين للملم بأنه مننائع البارودى، ولكن الله سلمه، ولم يشأ الخديو أذاته لاشتهاره عنده بالصلاح والتقوى والبعد عن الفتن فاكتفوا بفصل من دار الكتب وجبروا خاطره بالخطابة في المسجد الحسينى، ثم جعل شيخاً لخدمة هذا المسجد في ثانيفر سنة ١٣١١. ولما غضب الخديو على السيد توفيق البكري نقيب الأشراف وشيخ الطوائف الصوفية وأمره بالاستقالة من النقابة فاستقال، سعى للمترجمديقه وروفيقه في الحضور الشيخ حسونه النواوى، وكان إذ ذاك رئيسا لمجلس إدارة الأزهر قبيل إقامته شيخاً عليه، فقبل الخديو منه وأقام المترجم نقيبا للأشراف في ٦ شوال سنة ١٣١٢ فاعتنى بضبط مدخولها وجدد من أوقافها ست دور