أشكر للأستاذ البارودي الكلمة التي تفضل بالتعليق بها على كلمتي حول إخراج رواية (ابن جلا).
وأبادر بأن أعلمه أن قصدي من النقد هو إبداء الرأي رغبة في الإصلاح لا في الهدم، ثم أعلمه بأنني أعد عمل عزيز أباظة باشا وعمل محمود تيمور بك في كتابة (شجرة الدر) نظماً وتأليف (ابن جلا) نثراً، فتحاً جديداً للمسرح العربي، لا يقل بحال عن الفتح الذي بدأ به أمير الشعراء، رحمة الله. ولذا أطلب المزيد من إخراج حوادث وأيام ومظاهر تاريخنا العظيم. .
وليسمح لي الأستاذ بأن أصارحه أنني أجل الصديق العزيز زكي طليمات بك وأقدر علمه وفنه وأعرف تماماً ما بذل من جهد في التمثيل والتخجيج والإخراج، وأنا على يقين من المصاعب والعقبات التي واجهته في كل ذلك، ولذا أهنئه من كل قلبي.
ولي الحق بعد أن أقول بإخلاص: إن أخبار الحجاج معروفة في كتب الأدب والتاريخ وأعماله مشهورة ومشهودة، وقد كنت أنتظر منه ومن تلامذته وطلابه الرجوع إلى أمهات الكتب العربية لا إلى كتب المدارس الثانوية لكي يتعرفوا على روح العصر ولكن يتصلوا بالحجاج وأقواله وشخصيته وزمنه اتصالاً وثيقاً.
وما أقوله عن رواية (ابن خلا) ينطبق على رواية (شجرة الدر) كنت أؤمل في أن يتدل الممثلون ورجال الفن بالعصر الذي دارت فيه ظروف هذه الرواية وأن يعيشوا حقبة وسط أدواره وأيامه.
أقول هذه لأن الصورة التي ظهر بها صديقي زكي طليمات بك في دور الحجاج ليست صورة الحجاج (رغم ما كان يعتمل ويحتد في باطنه من استعلاء).